(متابعة – مرآة سوريا) يعد إيداع أمراء سعوديين في أحد السجون حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ السعودية، وذلك حين خرج عدد من الأمراء من آل سعود احتجاجاً على بعض القرارات الملكية، تبع ذلك أمر باعتقالهم بواسطة كتيبة خاصة أطلق عليها “السيف الأجرب”، وزُجّ بهم في سجن “الحاير” شديد الحراسة.
فماذا تعرف عن هذا السجن الذي يقبع فيه الأمراء المعتقلون؟
يُعد سجن الحاير أكبر سجون السعودية الخمسة وأكثرها تحصيناً، حيث يخضع لرقابة أمنية مشددة، ويقع على بعد 40 كم جنوب العاصمة الرياض، كما صُنف بحسب تقارير عالمية على أنه من أخطر السجون في الشرق الأوسط ومن بين أخطر 10 سجون في العالم.
وبحسب التقارير فمعظم سجنائه مدانون في قضايا إرهاب، ومن ضمنهم من نفذوا هجمات لتنظيم القاعدة داخل السعودية ومدانون من داعش، كما يحتوي على سجناء سياسيين تحدث البعض أنه تم توقيفهم دون محاكمة أو توجيه تهم إليهم.
الحاير.. أكثر سجون السعودية تحصيناً
افتتح السجن عام 1983، وتشرف عليه المباحث العامة السعودية، وهو من أكبر السجون الخمسة في السعودية، ولم ينج من انتقادات المنظمات الحقوقية العالمية، التي أشارت إلى انتهاكات لحقوق الإنسان وتعذيب للسجناء.
وقامت منظمة هيومن رايتس ووتش بزيارة السجن وجمعت شهادات قالت إنها لمعتقلين التقت بهم شهدوا على موت سجناء بسبب سوء الرعاية الطبية والتعذيب، وفق تقرير لقناة الجزيرة.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” -نقلاً عن مصدر سعودي- أن الأمراء والمسؤولين المعتقلين في السعودية قد يُنقلون إلى سجن الحاير، وقد يواجهون المحاكمة إذا لم يتنازلوا عن أصول مالية.
وسبق أن كشف موقع ويكيلكس عام 2010 عن أساليب وحشية تتبعها السلطات السعودية لتعذيب المعارضين، وقال الموقع إن “المملكة تمتلك أضخم السجون حجماً في العالم، ومن أشهرها معتقل الحاير”.
وفي عام 2002 قام أحد السجناء بتدبير حريق كبير داخل السجن، ما تسبب في مقتل 140 سجيناً و40 حارساً، وعام 2007، نشرت في الإنترنت مقاطع فيديو مصوّرة بهاتف نقال تظهر ضرب سجناء بعصا بلاستيكية من قبل الحراس، أعلنت السلطات السعودية بعدها أنها قررت معاقبة الحارسين اللذين ظهرا في المقطع.
كما وقعت اضطرابات وأحداث شغب داخله، عام 2012، حيث اشتبك معتقلون مع رجال الأمن، وسيطروا على بعض الأجنحة في السجن احتجاجاً على سوء المعاملة.
وفي 2015 تبنى تنظيم داعش الإرهابي عملية تفجير قرب السجن نصرة للأسرى فيه، حسب بيان التنظيم.
إلا أنه ورغم أنباء تحدثت عن انتهاكات تجري داخل السجن وسوء معاملة السجناء إلا أن كثيرين من الحقوقيين والصحفيين العالميين والمراقبين زاروا السجن، وأشادوا بالخدمات المقدمة للسجناء التي رأوها، حتى أن بعضهم وصفه بالفندق ومنهم، كبير محرري صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، كيفين ساليفان.
فبعد زيارته حيث رصد التفاصيل داخل السجن، أكّد أنه “رغم الحراسة المشددة المفروضة على المكان والأسوار العالية المحيطة به، فإن “الحاير” بدا من الداخل أشبه بفندق”، كما وصفه البعض بأنه فندق خاص لأصحاب السلوك المنضبط.