(خاص لمرآة سوريا- اليمن) شكل مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح حدث اليوم بكل جدارة، الحدث الذي أعاد خلط الأوراق المختلطة أصلاً في البلد الذي يموت أطفاله جوعاً بحسب تقارير الأممية، سيلقي بالتأكيد بظلاله على القمة الخليجية القادمة ليصبح الحدث الأبرز الذي قد يطغى حتى على المقاطعة الخليجية لقطر.
في التقرير التالي سيلقي موقع مرآة سوريا الضوء -وبمعلومات حصرية- على حقيقة مقتل الرئيس المخلوع وبعض تفاصيلها، بالإضافة لدور دولة الإمارات العربية المتحدة في نهاية الرئيس “اللاعب على الثعابين” كما كان يحب أن يلقب نفسه.
صالح كان متوجهاً إلى السعودية قبل مقتله:
بحسب مصادر من حزب المؤتمر الشعبي، فقد أدار جناح صالح وخلال شهرين مفاوضات مباشرة مع المملكة العربية السعودية كانت العاصمة الرياض مسرحاً لها، حيث فاوض وجهاء عشائريون وأقرباء لصالح -ليس بينهم أحد من أبنائه- ضباط من وزارة الدفاع والاستخبارات السعودية، ،وقد توجت تلك المفاوضات الماراثونية باتفاق برزت نتائجه يوم أمس الأول بالكلمة التي وجهها صالح والتي أعلن فيها انقلابه على اتفاقه السابق مع الحوثيين.
وبحسب المصادر فإن الاتفاق نص على نقاط رئيسية تفرعت عنها خطة طريق كاملة لحل الأزمة اليمنية، لكن أبرز بنودها كان الدعم السعودي المطلق لعودة صالح وعائلته إلى حكم اليمن كاملاً، دعم وحدة الأراضي اليمنية، حزمة مساعدات سعودية وخليجية لليمن بحوالي ٢٥ مليار دولار أمريكي.
ولتقوم المملكة بذلك، يتعهد صالح بالقضاء على جماعة الحوثي بشكل كامل وقتل قائدها عبد الملك الحوثي، وتسليم المملكة جميع الأسلحة والوثائق الإيرانية التي زودتها للميليشيا، بالإضافة لمجموعة من الشروط المتعلقة بالعلاقة مع إيران.
وقد تأخر تطبيق الاتفاق بسبب الخلاف على الخطوات الأولية ومن يبدأ بها، وبعد طول أخذ ورد قام صالح بالخطوة الأولى وأعلن الحرب على الحوثي وتحركت قواته واستطاعت السيطرة على مناطق استراتيجية في صنعاء، لكن تلكؤ التحالف العربي الذي تقوده السعودية في ضرب الميليشيات الحوثية واصطدام قواته باستعداد القوات الحوثية وكأنها تعلم بالهجوم أوقع الثعلب العجوز في ارتباك، وبعد التواصل مع الرياض تمت دعوته لإجراء -مصالحة تاريخية- بينه وبين المملكة وبين الشرعية ممثلة بهادي ،والاستفادة من الزخم الإعلامي لإظهار صالح كمنقذ لليمن من السيطرة الإيرانية.
الإمارات باعت صالح وحزب الله اللبناني أعدمه:
بخلاف ماذكرته العديد من كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية، فإن الرئيس المخلوع لم يتعرض لأي خيانة من مرافقيه، أما معلومات تحركه فقد زودت بها دولة الإمارات قيادة الحوثي مباشرة.
وبحسب مصادر في الحراك الثوري اليمني، تنتمي لنفس قبيلة علي عبد الله صالح، فإن الجهة الوحيدة التي كانت تعلم بخروج صالح هي التحالف العربي، لكن هذه المصادر أضافت أن صالح رغم تنسيقه للخروج مع ذلك التحالف فقد قام بالتمويه وأخبر بخروجه باتجاه مأرب أو سنحان مسقط رأسه ونشر عدة أخبار متضاربة لعدم ثقته بأحد، لكن ما أودى به بحسب تلك المصادر هو حديثه مع ابنه أحمد علي عبد الله صالح والموجود في الإمارات حيث استطاعت سلطات أبو ظبي من تحديد وجهته ثم ثبيت حركته وتتبعها ومنحها للحوثي.
بعد تحرك علي عبد الله صالح من منطقة الستين في صنعاء باتجاه مسقط رأسه في مديرية سنحان، تعقبته عشرون سيارة معظمها سيارات -بيك أب- من طراز تويوتا، تحمل أكثر من 100 مقاتل حوثي، بالإضافة إلى 5 عناصر من استخبارات حزب الله اللبناني، حيث أوقفوا سيارة صالح الذي لم يكن يسير في موكب كبير خلافاً لما أشيع، ليتم إعدامه فوراً من قبل الفريق اللبناني الذي اختفى من الموقع بعد تنفيذ الإعدام فوراً.
مقتل صالح: عجز الرياض، خيانة أبو ظبي:
مرة أخرى أثبتت سياسة التحالف العربي تخبطها في اليمن، فبحسب المصادر لم يفِ التحالف بوعوده في دعم صالح عسكرياً بعد إعلانه الحرب على الحوثي، حيث كان من المفروض أن يقوم طيران التحالف بدك صنعاء فوق رؤوس الحوثيين، لكن التأخر المبهم للتدخل بالإضافة إلى استعداد الحوثيين نتيجة علمهم المسبق بكل تحركات صالح -عن طريق الإمارات- عجل بانهيار قواته واستعادة الميليشيا الموالية لإيران كل المواقع التي خسرتها بسرعة، لتتوج انتصارها اليوم بقتل صالح والاستفراد بحكم العاصمة صنعاء.
البند المخفي في ورقة التفاهم السابقة بين الحوثي وعلي عبد الله صالح:
أكدت حوادث اليومين السابقين صحة الأنباء التي كانت تتردد باستمرار حول “بند خفي” في ورقة التفاهم التي وقعها صالح مع الحوثيين منذ عدة سنوات، هذا البند كان ينص على سيطرة الإمارات على اليمن الجنوبي بما فيه منطقة المضائق وبموافقة إيران، فيما يتقاسم الحوثي وصالح السيطرة على اليمن الشمالي ، ولعل هذا البند يفسر بوضوح استماتة الإمارات لمنع أي حل يضمن وحدة اليمن، حتى لو أن حليفها السابق صالح على رأسه.
موت طاغية، لكنه انتكاس للربيع العربي!
رغم كون الرئيس المقتول اليوم أحد رموز الديكتاتورية العربية التي قام ضدها الربيع العربي، فإن الأوضاع التي أفرزها هذا الربيع أصبحت معقدة لدرجة أنه أصيب اليوم بالانتكاس بعد مقتل أحد طغاته، فانهيار المؤتمر الشعبي المؤكد بعد مقتل زعيمه سيفسح المجال أمام استفراد الحوثي بصنعاء، وفي ظل التخبط والتصادم في سياسات دول مجلس التعاون الخليجي، فإن اليمن أصبح أمام أوضاع قد تكون أشد قتامة من نظيرتها في سوريا.
هذا المقال: بعد إعادة تحالفه مع السعودية: الإمارات باعت صالح وحزب الله اللبناني أعدمه
يمنع النقل دون ذكر مصدر الخبر