مرآة سوريا: رغم التعتيم المطلق حول حادثة الهجوم على مطار حميميم الذي يشكل أكبر قاعدة للروس في سوريا, فقد بدأت التناقضات بين “الحلفاء الألداء” تطفو إلى السطح حول إدارة الوضع سواء من جهة قيادة المعارك الميدانية أو تسيير ما يسمى بـ”العملية السياسية” في البلاد.
وفي الوقت الذي يربط فيه بعض المراقبين بدء ظهور الخلافات بين الروس والإيرانيين إلى العلن مع اضطراب الوضع الداخلي الناجم عن مظاهرات إيران, فإن مجريات الأوضاع تؤكد أن هذا الخلاف قد يتحول قريباً إلى صراع دموي ضمن جبهة حلفاء النظام التي عرفت بصلابتها مقارنة بما يسمى بجموعة أصدقاء الشعب السوري.
أولى علامات تحول الخلافات الروسية الإيرانية إلى صراع دموي “ولو بالوكالة” كانت القصف الجوي الذي طال إدارة المركبات والذي أدى إلى مقتل 26 جندياً من جنود النظام, وكانت مصادر مقربة من النظام قالت إن القصف وقع بـ”الخطأ”, في حين علم موقع مرآة سوريا أن هذا القصف وقع بالتنسيق بين الروس وحليفهم اللواء جميل الحسن مدير إدارة المخابرات الجوية.
إقرأ أيضاً: اللواء جميل الحسن أعطى أوامره بتدمير إدارة المركبات بمن فيها قبل سيطرة المعارضة عليها
رد الإيرانيين لم يتأخر على مايبدو, ولكنه استهدف الوجود الروسي بشكل مباشر, وفي هذا السياق علم موقع مرآة سوريا من مصادر في المعارضة الإيرانية مقربة من الحرس الثوري أن من نفذ الهجوم على مطار حميميم هو ميليشيا علوية تتبع جمعية الإمام المرتضى, الجمعية التي تنشط في الساحل السوري والتي أسسها في الثمانينيات شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد, وتحولت مع بداية الثورة السورية إلى ميليشيا مسلحة بدعم من الإيرانيين.
وقالت المصادر إن التفاهمات الحالية الموجودة في سوريا بين الروس والأتراك تجعل من المستحيل قيام فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة بالهجوم على الروس في هذه المرحلة بالذات.
كما ادعت المصادر أن العديد من العمليات السابقة والتي أسفرت عن قتل ضباط الروس نتجت عن تسريب لمواقعهم من قبل الاستخبارات الإيرانية بشكل غير مباشر لفصائل المعارضة السورية, ووعدت المصادر تزويد موقعنا بتفاصيل جميع تلك العمليات.
ويؤكد الوضع الميداني وتوزع مناطق السيطرة ما ذهبت إليه مصادر الموقع, فقاعدة حميميم تبعد عن أقرب مناطق سيطرة المعارضة السورية عشرات الكيلومترات عن أقرب نقاط سيطرة قوات المعارضة السورية والتي لا تملك التقنية اللازمة لاستهداف تلك القاعدة.