(إسطنبول – خاص مرآة سوريا) يحتل جواز السفر السوري المرتبة 92 من أصل 94 عالميًا (بحسب تصنيف Passport Index)، و هو رابع أسوأ جواز دولي بعد جواز سفر باكستان و العراق (نفس الدرجة 93) و أفغانستان على الترتيب.
و لا يسمح لحامل الجواز السوري بالسفر دون فيزا إلا لدول قليلة جدًا، كما أنّ بعض الدول لا تمنح الفيزا مطلقًا لحامل هذا الجواز، و على الرغم من ذلك فإنّ الجواز السوري هو أغلى الجوازات عالميًا.
و في تركيا، يعاني السوريون من مشكلة الوثائق الرسمية، و خصوصًا استصدار جواز السفر أو تمديده.
و لا توجد جهة مخولة بإصدار جواز السفر السوري إلا قنصلية النظام الكائنة في إسطنبول.
و بات من المعتاد أن ترى طوابير طويلة جدًا من الناس الذين يقفون في شارع القنصلية أحد أرقى شوارع إسطنبول، و هم ينتظرون دورهم لتقديم طلب جواز سفر جديد أو تمديد القديم.
و أعلنت القنصلية قبل أشهر عن إجراءات جديدة تجبر المراجعين من خلالها على حجز دور عبر موقعها الالكتروني على الانترنت، إلا أنها حددت عدد الطلبات يوميًا، و هو ما سمح لبعض السماسرة باستغلال ذلك عبر الاتفاق مع موظفي القنصلية على حجز عدد الطلبات يوميًا و إعادة بيعها للمراجعين مقابل 100-400 دولار للدور الواحد.
و كانت تكلفة استصدار جواز السفر السوري قبل الحرب هي 9 دولارت تقريبًا، و يتم الحصول عليه بعد ساعات-48 ساعة من تاريخ التقديم، إلا أنه و بعد الحرب ارتفع هذا السعر بشكل مهول، و يجب على السوري الآن دفع مبلغ 350 دولار للجواز العادي (يحتاج استصداره لفترة 3 أشهر) أو 850 دولار للجواز السريع (يحتاج استصداره عدة أيام).
و يقول “زاهر زهرة”، إنّ موظفي القنصلية في إسطنبول يتعاملون بـ “الواسطات”، حيث يهمشون دور أحد المراجعين أحيانًا مقابل إدخال شخص آخر “دفع أكثر” أو “لديه واسطة”، و بالتالي فإنّ المراجع الذي تم تهميش دوره يخسر المبلغ الذي دفعه للسمسار لحجز الدور، و عليه أن يدفع مبلغًا آخر لحجز دور جديد.
أحيانًا يكون الدور الذي يأخذه الشخص من السمسار مزيف فيضطر لتكبد مبالغ إضافية، أو يتعمد موظف القنصلية ذلك لإذلال الشخص وجعله يدفع المزيد من الأموال.
و يضطر المراجعون إلى القدوم ليلًا و الانتظار حتى الساعة العاشرة صباحًا كي يتمكنوا من الدخول إلى القنصلية، و منذ سنوات فإنك تلحظ وجود 100 شخص على الأقل ينتظرون أمام القنصلية منذ الصباح الباكر و حتى الساعة الخامسة موعد انتهاء دوام عمل الموظفين.
ولا يتعلق الأمر بجواز السفر فقط بل يتجاوزه إلى الأوراق الثبوتية الأخرى كتسجيل بيان عائلي، وإصدار ورقة وكالة، وأوراق كثيرة أخرى يحتاجها الشخص المغترب في الخارج.
يمكن تلخيص الصعوبات التي تواجه السوريين في القنصلية السورية:
1- تجديد أو أخذ جواز جديد يتطلب حجز موعد من موقع القنصلية الإلكتروني، ولما كان هذا شبه مستحيل يلجأ الشخص إلى السماسرة الذين يتاقضون نحو 225 دولار، وأحيانًا يكون الدور مزيف فيضطر الشخص لتكبد مبالغ إضافية، أو يتعمد الموظف ذلك لإذلال الشخص وجعله يدفع المزيد من الأموال.
2- معاملة الموظفين في القنصلية غير لطيفة بالمرة وتوصف بأنها مزاجية وتشير أنهم غير مكترثين بحقوق المراجعين.
3- الانتظار في طوابير طويلة ولساعات كثيرة قد لا يثمر في النهاية، وقد يأخذ هذا الانتظار يوم عمل كامل.
4- الانتظار في الخارج في ظل ظروف جوية قاسية أحيانًا كالحر و البرد الشديد و الثلج و المطر، و لا يسمح لأحد بالدخول إلى القنصلية على الإطلاق مهما كانت حالة الطقس في الخارج.
هذا المقال على صفحات مرآة سوريا: رحلة “شاقة” يتكبدها المواطن السوري في الحصول على جواز السفر الأغلى في العالم!