فيصل القاسم : الصهيوني الحنكلوشي

فيصل القاسم : الصهيوني الحنكلوشي, ” يا سيدي أنا ماسوني فنكليشي حنكلوشي سلفي رجعي صهيوني بشتغل مع الموساد وصدّامي بعثي”

 

(مرآة سوريا – أول الأسبوع) لم تبق تهمة لم يُرم بها الإعلامي السوري فيصل القاسم, ذلك أن تأثير “ابن السويداء” على الشارع العربي يعادل ثقل وزارات إعلام كاملة, محطات فضائية وأجهزة إعلام موجه بملياراتها وشبيحتها الممانعين على الشبكة أو ذبابها الإلكتروني المعتدل والذي جعل من الشتم وامتهان الأعراض سمةً لبعض الشعوب.

قامت الدنيا ولم تقعد على القاسم عندما استضاف في حلقته الأخيرة من برنامج الاتجاه المعاكس إحدى الشخصيات الصهيونية الشهيرة, والطريف أن أنصار الممانعة والاعتدال اتفقوا على شتم القاسم وتخوينه, كيف لا ولكل الطغاة العرب ثأر مع الإعلامي الذي عرى الجميع بصراحته اللاذعة وتهكمه من هذا العصر العربي الذي جاوز انحطاطه كل قوالب السخرية السوداء.

لم يهاجم أنصار الطغاة العرب فيصل القاسم من باب الممانعة ضد الصهاينة, فقد أثبتت الثورات العربية أن أشد الأنظمة والأحزاب “مماتعة” حسب تعبير القاسم هي أغلاها على قلوب حكام تل أبيب, أما أنظمة البترول التي دفعت مئات المليارات لتحظى بسلام مع الصهاينة فقد أتعبها الرجل الذي “لا يقهر” حرفياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما لم يهاجم أنصار الطغاة العرب فيصل القاسم من باب حمية قومية غضباً على “تحقير” الصهيوني للعرب والمسلمين, فليس هناك في العالم أمة مثل العرب اليوم تشتم شعوبها بعضها البعض, ويتبادل “مثقفوها” من مشاهير “تويتر” و”انستغرام” و”فيسبوك” فيما بينهم كماً من الكراهية والإهانات لا يظهرونه لأعدى أعدائهم, فيما ظهر جلياً بعد الثورات العربية وبشكل خاص بعد الأزمة الخليجية الأخيرة.

إقرأ أيضاً: نصر الله: رامبو في سوريا وناشط حقوقي من أجل القدس

أما الصنف الأكثر إثارة للغثيان والذي هاجم القاسم بسبب حلقته الأخيرة, فهم بعض المثقفين السذج الذين لا يزالون يعتنقون نظرية أن “إسرائيل هي الخطر الأول” بعد الملايين التي قتلها أو هجرها محور إيران -بشار الأسد- حزب الله في العراق وسوريا وغيرها من العواصم التي يسيطر عليها الملالي.

هؤلاء المثقفون عندما يتم مجابهتهم بالإحصائيات والتساؤلات التي لا تكذب: ما هو معيار خطورة العدو عندما يتكاثر الأعداء؟ كم قتل الإيرانيون وبشار الأسد من الأبرياء في أعوام قليلة مقابل من قتلته إسرائيل خلال سبعين عاماً؟ كيف يعامل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال مقابل الإجرام الذي لا يوصف والذي يتعرض له السوريون في سجون محور الممانعة؟ وأخيراً وليس آخراً ما الذي استطاعت إسرائيل أن تغيره في وجدان هذه الأمة مقابل التغيير الهوياتي الخطير الذي تقوم به إيران عبر نشر التشييع الفارسي بمليارات نفطها؟ عندما يتم مجابهتهم بكل تلك الحقائق الدامغة ينتقلون لاتهام الطرف المقابل بالتصهين الحنكلوشي كما يتم اتهام القاسم.

إقرأ أيضاً: هادي العبد الله يكتب لمرآة سوريا: بشار الأسد, عميل برتبة: ذيل كلب

لا يريد أحد حتى اليوم أن يفهم الجرح الذي يعيشه السوريون من “إخوانهم” العرب في مقاربتهم لموضوع تعريف العدو ومقاومة التطبيع معه, ففي الوقت الذي ما يزال فيه السوريون رغم كل المصائب التي تنهمر فوق رؤوسهم من أشد الشعوب العربية مناصرة لقضية فلسطين ومقاومة للتطبيع مع إسرائيل, ما يزال العرب جميعاً يعتبرون استقبال شخصية صهيونية كتلك التي استقبلها القاسم خيانة للقضية, بينما يستمر اعتبار استقبال أبواق إيران وبشار الأسد وحزب الله أمراً عادياً بل مستحباً في بعض الأحيان.

اتفقت أو اختلفت مع أسلوب القاسم, فلا يمكن إنكار حقيقة أن الرجل هو الإعلامي العربي الوحيد الذي -مسح البلاط- بالمطبعين مع إسرائيل وبمدعي الممانعة على حد سواء, بأنصار الملكيات الظلامية وأبواق الجمهوريات الوراثية, بالقومجيين والحداثيين, وبكل النخب العربية المتعفنة التي ضلت وأضلت مواطنها البسيط وأعمته عن رؤية الحقيقة لعقود.

هذا المقال غير حيادي ويعبر عن رأي الموقع!

أضف تعليق