(مرآة سوريا- أول الأسبوع) “كلمتين بس, ستجدون عشرات الآلاف من المجاهدين يتوجهون إلى تلك الجبهات”, هكذا تحدث حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني في العام 2013 عندما كان يتحدث عن ضرورة مشاركة “المقاومة” في القتال إلى جانب نظام الأسد.
كان “السيد” الكذاب في ذلك الوقت يبرر للجمهور العربي -الذي ما زال الكثيرون من أبنائه مخدوعين بكذبة الممانعة حتى الآن- قتاله في سوريا. فبحسب ما قال نصر الله يومها “إذا سقطت سوريا سقطت القدس”, أي أن القضية -و بلسانه هو- هي قضية القدس والمقاومة وفلسطين, وبالتالي فإن كل الجرائم التي ارتكبها نصر الله في سوريا بما فيها قتل الأبرياء وانتهاك الأعراض وتفريغ مدن كاملة من سكانها حصل من أجل القدس وفلسطين.
إقرأ أيضاً في موقع مرآة سوريا: هادي العبد الله يكتب: وَعَــدَ بلفور فهل استسلمنا…. القدس لأهلها
“كلمتين بس” من أجل فلسطين والقدس قالها السيد مبتسماً ابتسامته الصفراء, واليوم وإذ تضيع القدس عملياً لتصبح باعتراف أقوى دولة في العالم عاصمة لإسرائيل, فقد نسي السيد كلمتيه ليتحول إلى ناشط إعلامي حقوقي عندما تعلق الأمر بالنضال الفعلي والمباشر في سبيل القدس.
وبحسب تعبير الإعلام اللبناني فقد “طلّ السيد” مؤخراً ليتحدث عن قرار ترامب, وفي الوقت الذي توقعت فيه الجماهير المتعطشة أن يتفوه بكلمتيه ليهب آلاف “الممانعين” وتغض الملاجئ بالإسرائيليين المرتعبين من تهديد “السيد”, فقد دعا الأخير لموجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي, نعم فالقدس لا تستحق إلا التغريد, والحقيقة التي أخفاها نصر الله ومن وراءه بشار الأسد ونظام الخامنئي بدت جلية واضحة حتى لبعض العمي الذين ما يزالون يرون في محور الشر هذا محوراً للدفاع عن القضية الفلسطينية.
قوة نصر الله وحلفائه وقدرتهم على تغطية جرائمهم بالمتاجرة بقضايا الأمة ليس مردها ذكائهم فحسب, بل لأنهم وُفـِّقوا بخصوم بلغوا أعلى درجات الغباء والحماقة السياسية في التاريخ, ففي حين يتجرأ حتى بشار الأسد ابن بائع الجولان ومدمر سوريا أن يندد بقرار ترامب وهو الذي فتح بلاده لكل جنسيات الاحتلال الأجنبي, فقد انشغل الجيش الالكتروني السعودي باتهام الفلسطينيين بنكران الجميل ونسيان “فضل” المملكة وأموالها على مبدأ “يكاد المريب أن يقول خذوني”, وكانت تكفيهم بكل بساطة “المزايدة” والكذب كما كذب غيرهم بالتأكيد أنهم مع فلسطين ومع القدس.
إقرأ أيضاً في موقع مرآة سوريا: مفتي الأسد: أبشركم بعد الانتصار أصبح الطريق مفتوحاً إلى القدس
سيسجل التاريخ يوماً ما أن الشعب السوري استنزف أشد القوى خطراً على مستقبل الأمة وقضاياها, سيسجل التاريخ أن السوريين على تفرقهم ومشاكلهم, أفنوا جيش الأسد الذي سحق اللبنانيين والفلسطينيين وأذلهم, وأنه اضطر إيران وحرسها الثوري لاستجلاب المرتزقة من أصقاع الأرض فأعاق -ولو إلى حين- هجومها على مكة, وأنه أظهر الوجه الحقيقي لحسن نصر الله: رامبو في سوريا وناشط حقوقي من أجل القدس.