تفاعلت فصائل ريف حمص الشمالي مع الوثيقة المسربة، التي نشرها موقع مرآة سوريا الأحد 2 تشرين الأول/أكتوبر 2016، فقام أحدها بإقالة أحد قادته العسكريين، بينما سارع فصيل آخر إلى نفي صحتها و اتهام “مرآة سوريا” بتلفيقها، فيما انضم ثالثها إلى أكبر غرفة عمليات في المنطقة.
و بينت الوثيقة المنشورة رفض فصائل (حركة تحرير الوطن – فيلق الشام – جيش التوحيد) لبدء عمل عسكري باتجاه الوعر انطلاقًا من جبهة الهجانة في ريف حمص الشمالي.
و وقع على الوثيقة ممثلون عن هذه الفصائل، بالإضافة إلى رئيس المجلس المحلي، و رئيس مجلس الشورى، و رئيس غرفة العمليات العسكرية في بلدة الدار الكبيرة.
و أصدرت حركة تحرير الوطن البيان رقم “178 ق.ع” تاريخ 03/10/2016، الذي أقالت فيه شريف هلال، رئيس كتيبة “الشهيد نضال هلال” العاملة في منطقة الدار الكبيرة-قطاع الريف الشمالي لحمص.
و أرجعت الحركة في بيانها أسباب إقالة “هلال” إلى “مخالفته التعليمات العسكرية الصادرة عن قيادة الحركة، و توقيعه بشكل شخصي باسم الحركة دون الرجوع إلى قيادتها على وثيقة جماعية صادرة عن أغلب الفعاليات المدنية و التشكيلات العسكرية في قرية “الدار الكبيرة” تتعلق برفض العمل على جبهة محددة من جبهاتها لأسباب عديدة، بالرغم من تأكيد قيادة الحركة عليه بضرورة المشاركة في أي عمل عسكري مخطط بشكل مدروس، و تخصيصها له ما يلزم لذلك من قوى ووسائط”، مشيدة بسمعة “هلال” الثورية.
يأتي ذلك في وقت قال فيه جيش التوحيد إنّه سوف “يحاسب” أمام المحاكم الشرعية موقع “مرآة سوريا” و من سرب إليه الوثيقة المنشورة التي وصفها بـ “الشائعات”.
و قال بيان صادر عن جبهة الأصالة و التنمية- القيادة العامة لجيش التوحيد إنّ الأخير “تباحث مع تشكيلات عاملة في المنطقة الوسطى حول عمل عسكري موحد تزامنًا مع تهجير المدنيين من قريتي قزحل و أم القصب”، و طرح موضوع “فتح الطريق و فك الحصار عن حي الوعر” أو “فك الحصار عن ريف حمص الشمالي و وصله بريف حماه الجنوبي”.
و ذكر البيان أنّ القائد العام لجيش التوحيد هو الوحيد المخول بالتوقيع نيابة عن الجيش، مع مهر ختمه على أي وثيقة، و أنّ “أي بيان أو توقيع لا يصدر عن قيادة جيش التوحيد و لا يحمل الختم هو مزور و لاغٍ”.
و قال البيان إنّه قد تم عقد عدة لقاءات تشاورية بين قائد جيش التوحيد، وأمير حركة أحرار الشام و “تم الاتفاق على أنه عندما تبدأ غرفة عمليات ريف حمص الشمالي يقوم جيش التوحيد بدوره بعمل عسكري مواز له بالتنسيق مع الغرفة، من أجل تشتيت قوات الأسد و تحقيق انتصارات على الأرض”. بحسب تعبير البيان.
و لم يحمل بيان جيش التوحيد المذكور توقيع قائده العام، في حين مهر بختم بجانب اسم القائد العام للجيش، منهل الضحيك.
بدوره انضم فيلق الشام، أحد الفصائل الثلاثة المذكورة في الوثيقة المسربة، إلى غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، بعد أقل من يوم واحد من صدور الوثيقة، فيما يبدو أنّه استجابة لأصوات المئات الذين انتقدوا تشتت فصائل ريف حمص الشمالي و تكتلها بجسدين كبيرين هما غرفة عمليات ريف حمص، و تحالف جيش التوحيد-تحرير الوطن.
الجدير بالذكر أنّ بيان حركة تحرير الوطن يشكّل نفيًا لادعاءات حليفه جيش التوحيد بأنّ الوثيقة المسربة مزورة و ملفقة، خصوصًا و أنّ “شريف هلال” أصدر بيانًا قال فيه بوضوح إنّه كان من الموقعين على الوثيقة بالفعل.