أعلنت السلطات السعودية اليوم السبت، تنفيذها حكم الإعدام بحق 47 مداناً بقضايا تتعلق بالإرهاب، في 12 منطقة مختلفة من السعودية. ومن أبرز الأسماء التي تم إعدامها، الشيعي نمر باقر النمر، حيث تم إعدامه رفقة ثلاثة متهمين شيعة.
كما ونفذ حكم الإعدام بحق 43 شخصاً آخرين، بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة واعتناق المنهج التكفيري، ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية.
ومن أبرز منظري القاعدة الذين تم إعدامهم، فارس آل شويل الزهراني، حمد الحميدي، وعبد العزيز الطويلعي…فمن هم؟.
فارس آل شويل الزهراني (أبو جندل الأذري)
من أبرز منظري السلفية الجهادية، ويعد الرجل الثاني في اللجنة الشرعية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
من مواليد الجوفاء جنوب السعودية عام 1977. حصل على شهادة ماجستير من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بدأ بالتحضير لإكمال شهادة الدكتوراه ولكنه لم يكمل دراسته.
ويعد الزهراني أحد أبرز منظري الفكر السلفي الجهادي في المملكة، حيث اعتبر المنظر الأول للأفكار التي يتبناها تنظيم القاعدة الآن. له 9 كتب ومنشورات، من أشهرها “الباحث عن حكم قتل أفراد المباحث”، وهي رسالة في تأصيل جواز قتل أفراد المباحث السعودية. وكتاب “وصايا للمجاهدين” الذي يضم مجموعة وصايا للمجاهدين في أحوال كثيرة كالاعتقال أو التحقيق أو كيفية تنفيذ العمليات الاستشهادية. كما وأصدر فارس الزهراني كلمة صوتية بعنوان “جنسية آل سعود تحت قدمي”، كفر فيها حكام السعودية.
ولم يكن للزهراني أي مشاركة جهادية سواء في أفغانستان أو البوسنة أو الشيشان.
وعمل الزهراني قاضياً قبل أن يدرج اسمه ليكون المطلوب الثاني عشر من ضمن قائمة نشرتها وزارة الداخلية السعودية عام 2003، تضمنت 26 مطلوباً بتهم ذات علاقة بالإرهاب.
وفي بداية آب من العام 2004، أعلنت السلطات السعودية القبض على فارس الزهراني في منطقة جبلية بمنطقة عسير جنوبي البلاد.
وفي نيسان من العام 2014، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض حكماً ابتدائياً بالقتل تعزيراً بحق الزهراني، وتم تثبيت الحكم لاحقاً.
حمد بن عبدالله بن إبراهيم الحميدي
داعية سعودي قارب الستين من عمره، من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، اعتقل في المواجهات الشهيرة مع قوات الأمن في مدينة الرس عام 2005، والتي قتل فيها 14 مطلوباً، واعتقل 6 آخرين بينهم الحميدي.
ينتمي الحميدي لإحدى الأسر المعروفة في محافظة المجمعة، التي نشأ فيها وتلقى تعليمه في مراحله الأولى والمتوسطة هناك ثم انتقل إلى العاصمة السعودية الرياض والتحق بكلية الشريعة ولكنه لم يتجاوز السنة الثانية في الدراسة بالكلية، فترك الدراسة وبدأ ينشط بين الشباب يحمل الفكر المتطرف.
وصفه موقع “منبر التوحيد والجهاد” الذي يشرف عليه “أبو محمد المقدسي” واحداً من كبار المنظرين السلفيين. له عدة مؤلفات، منها “ساء ما يحكمون” رد فيها على دعوات مساواة الرجل بالمرأة، “أقوال أهل الإسلام في الحكم على الرافضة”. ومن أبرز كتاباته والتي أثبتت انتماءه للفكر التكفيري والذي أوضح فيه الحميدي مرتكزاته ورؤاه التنظيرية التكفيرية، كانت بعنوان “حتى لا تسمع للجهاد منادياً” والذي حاول من خلاله التعبئة للعمل المسلح ضد الحكومات ووجه نداء لعلماء المسلمين والدعاة بالتعبئة والنصرة.
ومن أبرز الفتاوى التي أصدرها ما اسماه بـ “جهاد المطلوبين وحقهم في الدفاع عن النفس” و”الجهاد لمناصرة المجاهدين من أوجب الواجبات وأعظم القربات”، لإباحة قتل عناصر الأمن والمباحث.
حكم على حمد الحميدي بالإعدام نهاية العام 2014، بالقتل تعزيراً.
ونشر أنصار تنظيم الدولة رسالةً ادعوا أن الحميدي سربها من داخل سجنه، يثني فيها على تنظيم الدولة وإعلان الخلافة، وينفي تهم “الخارجية” عنهم، ويدعو لتأييدهم.
عبد العزيز الطويلعي (أخو من طاع الله)
“عبد الله الرشيد”، “فرحان الرويلي”، “أخو من طاع الله” وغيرها، أسماء مستعارة لعبد العزيز الطويلعي الذي اعتبر أحد جهابذة الفكر السلفي الجهادي.
عبد العزيز بن رشيد بن حمدان الطويلعي العنـزي، من أفراد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، وكاتب في مجلة صوت الجهاد، الناطقة باسم التنظيم في الجزيرة، ومجلة البتار، وهي نشرة دورية تصدر عما يسمى اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب.
ومن أبرز كتبه “حكم استهداف المصالح النفطية”، و “انتقاض الاعتراض على تفجيرات الرياض”، وذلك بعيد تفجيرات 12 أيار 2003 شرق الرياض. و “هشيم التراجعات”، حيث تحدث في الكتاب الأخير عن “التراجعات المزعومة” لناصر الفهد، علي الخضير، أحمد الخالدي، التي عُرضت على التلفزيون السعودي بعد اعتقالهم، قائلا إنهم أكرهوا عليها.
يحمل إجازة في الشريعة الإسلامية. وكفر الدولة السعودية وعلماء المملكة، لكنه تراجع عن تكفير العلماء بعد مراجعات ومناظرات مع بعض العلماء عام 2004.
قال عنه الخبير في مراقبة الجماعات الإرهابية السعودي خالد المشوح، إنه يمتلك قدرة على طرح مشروعات ورؤى جديدة مع تنظير عقلاني مدعوم باللغة الشرعية، لكن لم يكن ( أخو من طاع الله ) بعيداً عن التراجع عن أفكاره الغالية خلال الفترة الماضية، لكنه في اعتقادي عندما رضي بالانضمام للتنظيم حكم على نفسه باللا عودة.
اعتقل عبد العزيز الطويلعي بعد إصابته برصاص قوات الأمن أثناء مطاردته شرقي الرياض عام 2005، وحكم عليها بالإعدام بعدها بسنوات بحد “الحرابة”.
وبعد سنوات من اعتقاله، راجت أنباء أن الطويلعي فقد عقله بسبب تعرضه لـ”السحر” داخل السجن. حيث قال عدد من المعتقلين المفرج عنهم، إن “الطويلعي لم يعد يؤدي الصلاة، وأصبح يخاطب النمل والحشرات”.