انقلاب فورد: سفير واشنطن السابق يتهم ثوار سورية بالتنسيق مع القاعدة ويدعو لمقاطعتهم

في تغير مفاجئ ،دعا السفير روبرت فورد والذي كان من أبرز دعاة دعم الثوار السوريين وتصدرت استقالته الأنباء بسبب رفضه سياسة باراك أوباما في سورية، دعا إلى الاعتراف بالواقع وتخلى عن مطالباته القديمة بتسليح الثوار المعتدلين وتحول إلى انتقاد الثوار الذي تبين أنهم “غير جديرون بالثقة بسبب تنسيقهم وتناغمهم مع الجهاديين” على حد تعبيره.

وفي آخر تصريحاته يقول فورد بأن الخيار المدعو بـ “الثوار المعتدلين” قد تلاشى في سورية ، وتقلصت الساحة أمام الأمريكيين إلى خيارين: النظام مقابل المتطرفين، في الحرب التي حصدت أكثر من مائتي ألف قتيل وتسببت في نزوح الملايين.

وبعد عودته من لقاءات أجراها مع قادات المعارضة في تركيا شرح فورد في مقابلة الأسبوع الماضي سبب انقلاب موقفه : “بدون قيادة مركزية قوية أو حتى إتفاق من اللاعبين الإقليميين على أن جبهة النصرة عدو واضح , فإن الثوار المعتدلين لايملكون الفرصة ليصبحوا قوةَ حقيقية في وجه كل من الأسد أو المتطرفين .

وأضاف بأن الأعداد التقريبية الحالية لهؤلاء الثوار لاتتجاوز 20 ألفاَ و أنهم ليسوا قادرين على شن أية هجمات بل يخوضون معارك دفاعية.” “بإختصار : من غير المنطقي أن نستمر في ارسال المساعدات للطرف الخاسر” ، يضيف السفير السابق ، ثم يقرر : “يجب أن نتعامل مع الحقيقة كما هي : الأشخاص الذين كنا نرسل لهم الدعم لم يتمكنوا من الصمود والمحافظة على أراضيهم في وجه جبهة النصرة “.

كما اتهم فورد والذي أصبح عضواً في معهد الشرق الأوسط بواشنطن قوات المعارضة المسلحة بالتنسيق مع جبهة النصرة فرع القاعدة في سورية , والتي كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد صنفتها كمنظمة إرهابية منذ أكثر من عامين . وأشار إلى حقيقة أن المتشددين يسيطرون على أغلب المناطق التي لاتقع تحت سيطرة نظام الأسد على حد زعمه. وأضاف بأن عدداَ كبيراَ من قيادات الثوار كانت متواجدة في تركيا وقطر بينما كانت جبهة النصرة تتمدد على الأرض , كقوة معارضة للأسد والتي لم تكن ايديولوجيتها قابلة للتمييز عن أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية .

وأشار إلى أن جزءاَ من المساعدات التي قدمها أوباما للثوار انتهت في ايدي مجموعات تصنفها الولايات المتحدة كمجموعات متطرفة : ” جبهة النصرة لاتقل خطراَ ولكنهم يستمرون بالتظاهر بأنهم أناس لطفاء , إنهم سوريون ” أضاف فورد ” بعض معداتنا قد تسربت لأيديهم “

وعلى هذا فتغير موقف السفير العتيد ليس مجرد انخفاض صوته حول تسليح الثوار ، بل علت صرخاته حول علاقة الثوار مع النصرة، وهو الأمر الذي تجاهله المسؤولون الأمريكيون في العلن: ” لقد تغاضينا لمدة طويلة عن المجموعات المسلحة و جبهة النصرة الذين كانوا ينسقون وينفذون عمليات معا ضد النظام السوري على الأرض , إن أيام التغاضي عن ذلك قد ولّت “على حد تعبيره.

وفي جلسة نقاش جرت في واشنطن بمشاركة معارضين سوريين بالإضافة لخبراء في الشأن السوري، وصف فورد السياسة الأمريكية في سوريا بـ ” الفشل الذريع ” و ” الغير ناجحة بشكل ملحوظ” ولكنه تحول الآن للهجوم على الثوار المعتدلين الذين طالب سابقاً بتسليحهم لأنهم “ يعتبرون فرع القاعدة كحليف ضد النظام السوري” . ” من المستحيل أن نحصل على معارضة فاعلة إذا لم نستطع الإتفاق على هوية العدو وماهيته ” اضاف فورد.

وأسهب فورد بانتقاده لسياسة أوباما حيث وصف المشروع الجديد لأمريكا بالتخلي عن الثوار القدماء وبناء جيش جديد للتركيز على قتال الدولة الإسلامية بالمشروع الفاشل : “الثوار السوريون مهتمون بإسقاط الأسد أكثر من اهتمامهم بمقاتلة المتطرفين بالنيابة عن الغرب , ويوجد عدد قليل جداَ من المقاتلين المهتمين حقاَ بأخذ هذا المشروع على محمل الجدية” . ” حجم المساعدة صغير جداَ , ماذا سيفعلون ب 5000 مقاتل ؟ أو حتى 10000 في سنة ؟ ماذا بإمكانهم أن يحققوا ؟ “.

وحول نظام الأسد قال سفير واشنطن السابق بأن الأسد يقدم نفسه كبديل , ولكن” القوات السورية قد ضعفت بشكل كبير ومن المشكوك فيه أن تتمكن من شن حملة ناجحة على المتطرفين . بالإضافة للمشكلة السياسية والأخلاقية التي قد تواجه الولايات المتحدة بحكم أن المسؤولين الأمريكيين كانوا قد وصفوا الرئيس الأسد منذ 2011 بأنه جزار فاقد للشرعية “.

وحول تصور فورد عن الحل يقول بأن الوقت قد حان للمسؤولين الأمريكيين والحلفاء ليتحدثوا بشكلِ جدّي عن ” أحذية على الأرض ” – إشارة للتدخل البري – ولكنه أضاف بأن المقاتلين ليس بالضرورة أن يكونوا من الأمريكيين ،حيث يؤكد على أن قوات محترفة على الأرض هي السبيل الوحيد لإراحة سوريا من الجهاديين.، وإن أي جهدِ موازِ لبناء قوة محلية يجب أن تكون سوريّة وتخضع لقيادة سوريّة مستقلة مركزية

وأشار إلى أن الشركاء الدوليين عليهم أن يتخلوا عن المليشيات المحلية التي تنفرد كل قوة على حدة بدعمها وتوجيهها . لأن هذه السياسة لايمكن أن تجدي نفعاَ هذا إن لم تسبب نتائج كارثية . وبعد سرد طويل عن تشخيص الواقع ووصف الحلول، ختم السفير الأمريكي بقوله: ”وفي حال عدم التمكن من تحقيق أي من هذه الخطوات علينا أن نرحل ببساطة ونقول بأننا غير قادرون على فعل شيء لسورية ” .

أضف تعليق