أزمة الخبز أزمة مستفحلة في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها الشعب السوري، ولا سيما في المناطق المحررة، نظراً لضعف القدرة الاقتصادية، وعدم توفر المؤسسات الخدمية المؤهّلة للقيام بواجباتها المطلوبة من جهة، ومن جهة أخرى ما يقوم به النظام من فرض للحصار على العديد من المناطق، ومنع وصول المواد الغذائية وغيرها إلى المدنيين..
ومحافظة درعا كغيرها من المناطق المحررة تعاني من أزمات متعددة، ومنها أزمة الخبز.. هذه الأزمة تتفاوت حدّتها بين قرية وأخرى، ومن مكانٍ لآخر..
وقد زار مراسل ” مرآة سوريا ” قريتين مجاورتين هما ” النعيمة ” و ” أم المياذن ” الواقعتين شرقي درعا، واطّلع على أحوال الناس وأزمة الخبز بشكل خاص..
في ” أم المياذن ” التقى مراسل المرآة مع ” أبو محمد ” أحد أعضاء اللجان الإغاثيّة المشرفين على قضية الخبز وآليّة إنتاجه، وقد أفاد أنهم يحتاجون لطن وربع الطن من الطحين تقريباً ليغطّوا حاجة القرية.. وهذه الكمّيّة كثيراً ما يعجزون عن تأمينها.. ويضيف أبو محمد ” ولسد النقص نضطرّ لطلب الإعانات، فيصلنا من الجهات التابعة للائتلاف طن ومائة كيلو غرام على أقصى تقدير”.. ومع ذلك لا يتم تأمين الحاجة المطلوبة، فيقع الفرن في عجز بين حين وآخر، فالخبز مادة أساسية، ومن حق المواطن أن يطالب بتأمينها، وهذا ما ينعكس على المواطنين وعلى العاملين في الفرن ..
وإضافة إلى هذه المعاناة يشير ” أبو محمد ” إلى الأعطال التي تحدث في الفرن بين حين وآخر، فهو فرن قديم والوحيد في القرية، ويتعرض لأعطال مستمرة أثناء العمل، ويحتاج إلى تبديل الكثير من القطع.. ولذلك عند حدوث أي عطل يتم نقل العجين إلى القرى المجاورة، واستكمال العمل وتأمين الخبز لسكّان القرية.
أما ” محمود “.. أحد سكّان القرية فلخص معاناة أهل القرية بصعوبة الحصول على الخبز، حين قال: إن المواطن قد ينتظر عدة ساعات حتّى يصل إلى شبّاك الفرن، وأحياناً لا يحصل إلا على نصف أو ربع حاجته “.. وأشار محمود إلى موضوع غلاء الخبز، فالربطة التي تحتوي على /11/ رغيفاً، يدفع المواطن ثمنها مائة ليرة.. ويضيف محمود: صاحب العائلة الذي كان يشتري /21/ رغيفاً بـ/ 35 / ليرة قبل الثورة يحتاج الآن لمئتي ليرة لمقابل /22/ رغيفاً، وبالكاد تكفي تلك العائلة “..
أمّا ظروف أزمة المازوت المستخدم في الأفران فلا تختلف كثيراً عن أزمة الخبز، طالما أن الأوضاع والظروف متشابهة، وقد أفاد مراسل الموقع بأن اللتر الواحد يباع بـ ” 380 ” ليرة، أما المازوت الذي يبيعه تنظيم الدولة، فسعره بين “200 ” و ” 250 ” ليرة.. وسبب هذا الفارق عائد إلى أن مازوت ” تنظيم الدولة ” سيء وغير مكرر.. ومع ذلك يستخدمه القائمون على الأفران، بالرغم من إنه يؤثر على جودة الخبز.. وهذا ما دفع أحد المواطنين للقول بنبرة غاضبة: في جميع الأحوال يبقى سعر ربطة الخبز نفسه وعدد الأرغفة نفسه، سواء كان مازوت ” داعش ” أم غيره.. “..
إلا أن الوضع في بلدة النعيمة يختلف نوعاً ما، نظراً لسهولة تأمين الطحين إلى القرية والحصول على المازوت بأسعار مناسبة.. وكما أفاد مراسل الموقع نقلاً عن ” أحمد ” صاحب الفرن ” أن الطحين عندنا مؤمن ووضعنا هنا أفضل من كثير من القرى المجاورة حيث تباع ربطة الخبز بسعر أرخص من بقية المناطق الأخرى.. “..
بالمحصلة يمكن القول إن المواطن يعاني كثيراً من أزمة الخبز في المناطق المحررة، سواء في محافظة درعا أو في غيرها، وتختلف نسبة المعاناة بين مكان وآخر بحسب ما يقوم به الائتلاف من جهود لتوفير كمية الطحين المطلوبة، بالإضافة إلى عمل لجان الإغاثة والمعارضة ونشاطها وسعيها للحصول على كميّة الطحين التي تحتاجها كل بلدة أو قرية..