الحكومة السورية المؤقتة تعلن إفلاسها.. الفساد وسوء الإدارة أول المتهمين

علم موقع مرآة سوريا من مصدر مطلع داخل مقر الحكومة السورية المؤقتة في مدينة غازي عنتاب التركية أن الأخيرة أبلغت موظفيها المتواجدين داخل تركيا بعدم توفر الرواتب للشهور القادمة وأن العمل أصبح تطوعياً اعتباراً من تاريخ 15\3\2015، وبإمكان الموظفين الحصول على إجازة مفتوحة بدون راتب لمن يفضل عدم الاستمرار بالدوام، فيما طالب موظفو احدى الوزارات وزيرهم بتأمين رواتبهم بشكل شخصي باعتباره “رجل أعمال”.

يذكر أن الحكومة السورية المؤقتة لم تصرف رواتب موظفيها كاملةً خلال الشهر الفائت، حيث قامت بصرف مبلغ 1000 دولار أمريكي لكل موظف فقط.

فيما يبلغ عدد موظفيها في تركيا 400 موظف موزعين على عشر وزارات بالإضافة للإدارة المركزية وثلاث هيئات تابعة لها.

وتتراوح الرواتب بين 1600 دولار للموظف وصولاً إلى ثمانية آلاف دولار لرئيس الحكومة وهو ما يعادل راتب رئيس الدولة (تركيا) التي تستضيف الحكومة السورية المؤقتة، بالإضافة لوجود نظام للبدلات مما يرفع من سقف الراتب لكل موظف.

هذا وتملك الحكومة السورية المؤقتة مقرات في مدينة غازي عنتاب يصل عددها إلى عشرة منها ما يعود للإدارة المركزية ومنها أخرى تشغلها وزارات متوزعة في أنحاء المدينة كوزارات التعليم والصحة والعدل والطاقة والثقافة وشئون المجالس بالإضافة لوجود مقرات تابعة لها في كل من الريحانية وأورفا واسطنبول.

شبهات الفساد وسوء الإدارة المالية التي تم تداولها حول الحكومة السورية المؤقتة كثيرة، منها ملف بناء مقر الإدارة المركزية وملف بناء المقر الجديد في منطقة قاراطاش وملف شركة تأجير السيارات، بالإضافة لصفقة تجديد الجوازات، هذه الملفات بأرقامها التفصيلية تم نشرها ضمن دراسة مالية لأحد المفتشين الماليين ووضعت برسم الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة ولم نتمكن من معرفة ما تم اتخاذه من إجراءات بهذا الخصوص.

سوء الإدارة المالية وسوء آلية اتخاذ القرار وتدخل الأمور الشخصية والتجاذبات السياسية في كثير من المواقف أدت لإحجام الممولين والمانحين عن تقديم الدعم لهذا الكيان حديث الولادة مبكر الكهولة، ملفات أغلقت كصفقات وزارة الزراعة وفساد البنى التحتية وانعدام خبرات الموظفين وتجاذبات وزارة الإدارة المحلية، وأخطاء وزارة الصحة، وصفقة اصدار الجوازات، وأخرى ما زالت مفتوحة كملف الدفاع المدني وما شابه من تجاذبات ومصالح وتجاوزات، ووهمية وزارة الثقافة وغياب وزارة الطاقة، كل هذا وأكثر ساق الحكومة السورية المؤقتة إلى شبه إعلان الإفلاس ولو كان ذلك الإعلان داخلياً، فمع استمرار مسيرتها بهذا الأسلوب لا يبدو إعلان الإفلاس العلني بعيداً، خصوصاً ان نتائج الجولات المكوكية لرئيسها الدكتور أحمد طعمة باءت بالفشل، وفي مقدمتها زيارته لداعمته الأكبر في انتخابات الحكومة “قطر”

الأيام القادمة قد تحمل خبراً ربما لن يعني شعب سوريا المعذب كثيراً، سواء كان باستمرار أو افلاس الحكومة السورية المؤقتة، فأثرها على الأرض داخل سوريا لا تكاد تلاحظه عين المراقب.

أضف تعليق