اللاجئون السوريون في عرسال بين مطرقة الحاجة و سندان الاستغلال

وجد اللاجئون السوريون أنفسهم في مخيمات عرسال ضمن واقع معيشيَ صعب، يختلف تمامًا عما اعتادوا عليه في بلدهم سورية، و مع انحسار الدعم القليل الممنوح لهم اضطروا تحت وطأة الحاجة إلى الاشتغال بأي عملٍ في سبيل تأمين قوت عائلاتهم اليومي.
و في حين يبلغ المصروف الشهري للعائلة اللبنانية 650$ وسطيًا، ينخفض هذا المبلغ بالنسبة للعائلة السورية اللاجئة إلى ما دون 300$ لاقتصارها على أساسيات المعيشة فقط، هذا الرقم الذي يعيا أرباب المنازل و الخيم من اللاجئين السوريين تأمينه إلا بشق الأنفس، مع ما يعانونه من صور شتى من الاستغلال و الأجور المتدنية و عدم إيفاء العامل أجره عند نهاية عمله مع غياب أية قوانين تضمن للاجئ حقوقه في ميدان عمله.

مراسلنا في مدينة عرسال اللبنانية أجرى عدة لقاءات مع لاجئين سوريين اضطروا إلى العمل لتأمين لقمة عيش عائلاتهم، حيث قال الشاب عبد الله و هو طالب في كلية الآداب قسم اللغة العربية: “أنا أعمل في حفر الجور الفنيّة، نسيت أنني طالب جامعيّ تمامًا، أعمل لتأمين لقمة العيش، رغم صعوبة العمل في أرض عرسال الصخرية، و رغم الأجر المتدني الذي لا يتجاوز يوميًا 6.5 دولار”.
و قال “أبو خالد” الرجل الأربعيني : “لدي ستة أولاد و أعمل في أحد معامل البلوك، و رغم أجري المتدني إلا أن صاحب العمل و بعد شهرين من عملي لديه لم يعطني إلا نصف أجري و عندما احتججت خاطبني: افعل ما شئت، لن أعطيك شيئًا”.
فيما تسجل يوميًا حالات استغلال مشابهة للعامل السوري في لبنان، في ظل غياب تام للقوانين التي تضمن له حقوقه أو سلامته، و عدم وجود أي متابعة من المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان لهذا الموضوع.

أضف تعليق