نقلاَ عن وكالة الأنباء أسوشيتد بريس (AP) , قام النظام السوري بطرد موظفَين إغاثيين مهمَين في الأمم المتحدة بسبب تواصلهما مع المجموعات المسلحة , أثناء محاولتهما ترتيب وصول المساعدات الإنسانية .
وقالت فاليري آموس مديرة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة أن هذا القرار قد يضرّ بالجهود التي تبذل للوصول إلى هدنة مدتها ستة أسابيع في أكبر المدن السوريّة حلب .
وقالت فاليري آموس عبر رسالة أرسلتها للآسوشيتد برس بأن الطرد اثار قلق جميع الطواقم الإنسانية الموجودة في سوريا . لأن كل عناصر الأمم المتحدة على تواصل مع قوات المعارضة المسلحة بهدف مفاوضتهم للوصول إلى المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم المساعدات .
وتعاني طواقم الأمم المتحدة الإنسانية منذ بداية الحرب الدائرة في سوريا لإيصال المساعدات للملايين من السوريين المحتاجين , غالباَ بسبب النظام وعدم سماحه لهم بإدخال المساعدات , بالإضافة لعرقلة بعض المجموعات المسلحة عمل هذه الطواقم . وبالأخصّ بعد سيطرة الدولة الإسلامية على العديد من المناطق .
وأضافت آموس : ” بينما تدعم الحكومة جهود المبعوث الأممي دي ماستورا لتحقيق هدنة في مدينة حلب على الإعلام , إلا أنها في الواقع تجعل هذه الجهود صعبة التحقيق . الحكومة السورية قامت بطرد موظفين لديهما اتصالات واسع مع عدد كبير من قيادات المعارضة المسلحة في حلب , ومن المزمع أن يكون لهما دور مهم وقيادي في هذه الهدنة “. ” والطرد سيكون له تأثير كبير على كامل العملية الإنسانية في سوريا , لأن العاملَين كان لهما دوراَ كبيرا في تنسيق العديد من قوافل الإغاثة من خلال علاقاتهما مع قيادات مهمة في قوات المعارضة المسلحة للتفاوض حول إدخال المساعدات “.
يذكر أن وزارة الخارجية السورية أعلنت في التاسع من شهر شباط أن أحد العاملين في المجال الإنساني , والذي كان يعمل في محافظة حمص , شخصاَ غير مرحّباَ به , وأعطته مهلة أسبوع لمغادرة البلاد . وغادر هذا الموظف في وقتها .
وبعدها يوم الأربعاء ,أعلنت الوزارة أن موظفاَ آخر في محافظة حلب لم يعد مرحباَ به , وعليه مغادرة البلاد خلال أسبوع . والموظف يتحضر الآن للرحيل , بحسب تصريحات آموس .
بالرغم من عدم وجود أسباب واضحة للطرد ولكننا نعتقد بأن الحكومة اتخذت هذا القرار بسبب علاقاتهما المباشرة مع المجموعات المسلحة لمفاوضتهم في إدخال المساعدات , أضافت آموس .
وتأتي هذه الأخبار بالتزامن مع إبداء مجلس الأمن دعمه لجهود المبعوث الأممي ” دي ميستورا ” .
حتى روسيا الحليف الأكبر للنظام السوري طلبت من النظام المتابعة في خطة ديمستورا في حلب . والتي وصفها المبعوث الدولي دي ميستورا بأنها في حال نجاحها في حلب من الممكن تطبيقها في كامل الأراضي السورية .
دي ميستورا سيرسل فريقين منفصلين لحلب لتحديد المناطق المسيطر عليها من قبل الطرفين . وبعدها سيتم الإعلان عن مهلة الأسابيع الستة .
يذكر أن الأزمة السورية في آذار 2011 بمظارهات ضد الرئيس السوري بشار الأسد وتحولت في النهاية إلى حرب . وتقدّر الأمم المتحدة أن 220.000 شخصاَ قتلوا خلال هذه الفترة . ونزح ما يقارب 3.8 مليون شخصاَ إلى الدول المجاورة ومنها تركيا , لبنان والأردن .والتي أعلنت مؤخراَ انها لم تعد قادرة على تحمل أعباء اللجوء على اراضيها .