يعاني أهالي مدينة دير الزور شرق سوريا من حصار مزدوج يفرضه عليها نظام الأسد الحاكم من جهة و تنظيم الدولة من جهة أخرى, حيث تقبع أحياء المدينة الخارجة عن سيطرة النظام – تشكّل حوالي 80 % من المدينة- تحت سيطرة تنظيم الدولة..
تخضع هذه الأحياء لحصار شديد يتمثل بمنع إدخال المواد الغذائية و الطبية و أبسط الخدمات المعيشية من ماء و كهرباء و غيرها, كما و يفرض التنظيم بالتزامن مع حصار النظام لتلك الأحياء حصارًا داخل الحصار على مدنييها من خلال حرمان العديدين منهم من خدمات الاستطباب و العلاج في المشافي و المراكز الصحية الميدانية المتواجدة فيها بحجة أنها أسست لخدمة عناصر التنظيم و عائلاتهم و أنها لا تستطيع خدمة جميع الأهالي المتواجدين في تلك الأحياء بسبب نقص المعدات و المستلزمات الطبية بداخلها.
في حين يؤكد عدد من الأهالي المحاصرين و بعض المرضى و من هم بحاجة للرعاية الصحية الدائمة بأن الحجج و الأسباب التي وضعها عناصر التنظيم ليس لها أي صحة, كون تلك المراكز مزودة بتجهيزات و معدات و أدوية تكفي لخدمة ما نسبته 70 % ممن هم بحاجة للإسعافات و العمليات الجراحية و الرعاية الصحية.
كما يمارس بعض عناصر التنظيم عدة انتهاكات كالاعتقالات و غيرها و فرض أتاوات مادية على بعض أهالي تلك الأحياء, و يتزامن كل ذلك مع استهداف جيش النظام لتلك الأحياء بالقصف المدفعي و الصاروخي اليومي الذي يطال المدنيين و عناصر التنظيم على حد سواء دون رد على ذلك.
أما على الجانب الآخر من المدينة حيث تقبع أحياء الجورة و القصور و الخاضعة لسيطرة النظام السوري, يعاني سكان تلك الأحياء أيضا من حصار مزدوج, فالنظام يشدّد قبضته الأمنية و العسكرية عليها و التنظيم يحاصرها و يمنع مدنييها من الدخول و الخروج أو إدخال المواد الغذائية و التموينية إليها كونها أحياء تابعة للنظام و محاصرتها أحد أهداف معركة تحريرها, بينما جنود النظام و عناصره القابعين و المتمركزين في تلك الأحياء غير مهتمّين و لا مبالين جراء ذاك الحصار المزعوم كون غذائهم و دوائهم و ذخيرتهم تأتيهم عن طريق الطائرات التي تهبط و تحلق في مطار دير الزور العسكري و المرصود أمام أنظار عناصر التنظيم دون أي مبالاة لعمليات الإنزال و التزويد تلك .
يجدر بالذكر أيضا بأن تنظيم الدولة يعلن بين الحين و الآخر قطع طريق عام دير الزور دمشق الدولي و الذي يعتبر الطريق الوحيد الذي يربط المدينة بمناطق سورية الوسطى و الجنوبية و التي تعد اليوم من أهم المناطق التي تزود المدينة و ريفها بالمواد التموينية و الغذائية الأمر الذي يضاعف الحصار على المدينة و أهلها من كافة النواحي و السبل المعيشية البسيطة .