حلب تنتقل بالإغاثة من الاستهلاك الى المشاريع الانتاجية

لم تعد المناطق المحررة في مدينة حلب تستقبل سلل الإغاثة المعبئة من ” الرز والبرغل والسكر “وحسب بل عادت تنطلق من جديد وتعتمد على نفسها في سد رمق أبنائها خوفاً من أيامٍ أشد سواداً وأكثر ألماً.

المشاريع الإنتاجية في المدينة تعددت واختلفت وكان منها ” مزرعة الكرامة ” والتي انشئت بدعم من ” منظمة كرم الخيرية ” وتحتوي المزرعة على أنواع متعددة من الحيوانات المنتجة مثل ” البط والدجاج البلدي والأغنام والأرانب “في حي الزبدية بحلب أحد الاحياء المحررة.

منذ فترة قريبة نفق أكثر من ” 70 أرنب ” من مزرعة الكرامة بسبب انتشار مرض ” الجرب بينهم ” مما تسبب بخسارة كبيرة لدى القائمين على المشروع.

الحاج ابو سليمان أحد القائمين والمشرفين على المزرعة يقول: لدينا عدة أصناف من الحيوانات، الدجاج والإوز، والبط، والأغنام وديك الحبش، والأرانب “ولكن نعاني من انتشار الأمراض وقلة الادوية البيطرية للحيوانات، وهي غير متوفرة لدينا بشكل جيد، أضف لذلك ان بيئة المدينة تختلف عن بيئة الريف.

في الجهة الثانية من المزرعة تشاهد بناءً يشيد حديثاً يخصص ك ” حظيرة للأبقار ” الهدف منه توسيع المشروع وادخال اصناف جديدة للمزرعة مما يدر ارباحاً جديدة وفوائد كبيرة للمشروع.

مراد الشواخ مدير المشروع والمسؤول عنه تحدث عن مشروعه: الفكرة جاءت من استهلاك معظم سكان مدينة حلب للألبان والأجبان من الريف وطرحت فكرة في حال حوصرت حلب وفرض الطوق الأمني عليها ليس لدينا مصدر بديل عن الألبان والأجبان واللحوم لسكان مدينة حلب، وبدأت الفكرة بتربية الأرانب بسبب انتاجها العالي من اللحوم وتربية الدجاج البلدي الذي يأكل ما يتوفر له بخلاف دجاج المداجن الذي يقتات على العلف والذي قد لا يتوفر في حال تم حصار حلب.

من جهة ثانية يقول ابو حسن أحد العاملين في المزرعة: مهمتي رعاية والاهتمام بالحيوانات المتواجدة داخل المزرعة، لدينا قسم للأغنام، نرعاها من العشب المتواجد في محيط المزرعة، ثم نطعمها من العلف داخل المزرعة، واتمنى ان يكون المشروع للمستقبل أفضل كونه مشروع انتاجي خيري.

غادرنا مزرعة الكرامة وكلنا شعور بان المشاريع الإنتاجية أيا كانت نوعها ” نسيج، خياطة، تربية حيوانات ” أفضل من السلل الإغاثية وكما يقول المثل الصيني ” بدلاً من أن تطعمني سمكة علمني كيف أصطاد السمك“.

أضف تعليق