رغم استمرار القصف على المناطق المحررة في مدينة حلب وانتشار صوت الرصاص في كل مكان لا يزال هناك من يحمل همّ اعادة بناء جيلٍ ” واعٍ وصحيّ وهادف “علماً ان آخر احصائية لمنظمة ” أنقذوا الأطفال ” قالت إن أكثر من ” مليوني طفل ” حرموا من مقاعد الدراسة وأن خُمُس المدارس في سوريا دُمّر وأصبح غير صالح للاستخدام.
فمع بداية انشاء الهيئات الخدمية والتعليمية في المناطق المحررة بمدينة حلب كان للمرأة الحلبية، دوراً فعالاً في خدمة ” الإنسان والمجتمع “فشاركت في التعليم واخذت دورها في انشاء المدارس وقيادة العملية التعليمة وشاركت في العمل الطبي وكان لها دوراً كبيراً في اسعاف المصابين وانشاء النقاط الطبية.
في حي المشهد بحلب هناك نقطة طبية أطلق القائمون عليها وهم من السيدات اسم “حفيدات خديجة ” همهم مساعدة المرضى بما اوتوا من خبرات وامكانيات دون مقابل مادي وتضم أكثر من ” خمسة ممرضات ” يتوزعن العمل بين بعضهن.
القابلة القانونية ” فاطمة ” المسؤولة عن النقطة الطبية تحدثت إلينا قائلة : ” نحن مجموعة من الممرضات قمنا بإنشاء نقطة طبية في حي المشهد بسبب الكثافة السكانية في الحي و قلة الخدمات الطبية, فكان الهدف من إنشاء هذه النقطة الطبية مساعدة السكان المتواجدين هناك و تقديم الإسعافات الأولية للمصابين الذين يأتون من جبهات القتال كون النقطة الطبية قريبة من جبهة صلاح الدين و العامرية ثم ارسالهم للمشافي الميدانية المتخصصة و نقوم بزيارة المصابين في المنازل و خاصةً الذين اصيبوا بحوادث أليمة وبحاجة لمتابعة صحية ” .
ولأن بناء الطفل فكرياً وتعليماً لا يقل أهمية عن بنائه جسدياً فقد اكتظت المدارس وخاصةً الابتدائية منها في مدينة حلب بالمدرسات صاحبات الكفاءات العلمية وإن كانت خبرتهن التعلمية ليست بقدر المطلوب.
الآنسة فادية إحدى المدرّسات في مدارس “ارتقاء ” التعليمة كسبت ثقة الإدارة في اسلوب تدريسها وصبرها على الطلاب وخاصةً ان معظم الطلاب يعانون من مشاكل نفسية مما يزيد من العنف لديهم ونشاطهم المفرط في المدرسة. تحدثت الآنسة قائلة: نحاول انشاء جيل صحي ونعيد ترميم ما خسره خلال فترة انقطاعه عن التعليم وهذه مسؤولية كبيرة على عاتقنا وعلى عاتق المسؤولين عن التعليم في مناطق حلب المحررة “.