رغم عدم صدور أي بيان رسمي من جبهة النصرة ورغم الغموض الذي يكتنف الحادثة فإن المؤكد هو خسارة الجبهة لمجموعة من أبرز قادتها، وهم أعضاء في مجلس شورى الجبهة، من بينهم القيادي البارز أبو همام الشامي.. أما الثلاثة الآخرون فهم أبو مصعب الفلسطيني وعمر الكردي وأبو البراء الأنصاري..
وفيما لم يتأكد حتى الآن زمان ومكان عملية الاغتيال، وهل قضى هؤلاء القادة في نفس الحادثة أم بحادثتين منفصلتين، وهل المسؤول عنها طيران التحالف أو النظام أو اختراق داخلي في صفوف الجبهة، فإن العملية بحد ذاتها مؤشر خطير على مدى الاختراقات الأمنية في صفوف جبهة النصرة وغيرها من مجموعات المعارضة المسلحة.
تناقلت جهات إعلامية عدة خبر مقتل القادة الأربعة، وذكر أكثر من مصدر أن انفجاراً حدث في مقر الجبهة أثناء اجتماع ضم عدداً من القادة في بلدة سلقين..
وقد تضاربت الأنباء حول طبيعة الانفجار، وذكرت مصادر قريبة من ” جبهة النصرة أن مقر الاجتماع تم استهدافه من قبل طائرة بدون طيار، إلا أن هذا الاحتمال نفته قوات التحالف الدولي حين ذكرت أن التحالف لم ينفذ أية غارات في المنطقة المذكورة يوم أمس.. ولذلك رجحت بعض المصادر احتمال أن يكون الحادث ناجماً عن تفجير داخل مقر الجبهة..
أما وكالة الأنباء “سانا” التابعة للنظام فقد ذكرت أن عملية للجيش النظامي ضد اجتماع للنصرة وعبر غارة شنّها الطيران السوري في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي أسفرت عن مقتل قائدها العام إضافة إلى/ 18 / من القيادات العامة والمهمة للتنظيم..
إلا أن الأنباء تضاربت حول مصير أبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة، حيث تدور التكهنات عن وجوده في الاجتماع المذكور وقت الانفجار، وهذا ما لم يؤكده أو ينفيه المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلا أن مصادر جريدة ” الأخبار ” اللبنانية ذكرت أن الجولاني أصيب في الانفجار، وإصابته تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة..
الجدير بالذكر أن ناشطين أعادوا نشر ” تغريدة ” سابقة كانت صفحة قناة الجزيرة الإخبارية قد نشرتها بتاريخ 27 شباط الماضي تفيد عن مقتل أبو مصعب الفلسطيني، وأبو البراء الأنصاري بغارات لطيران التحالف على مركز لهم في قرية أبو طلحة بريف إدلب “.. وعلقت ” الأخبار ” على هذا الترويج بقولها: يبدو ” أنه محاولة لاستثمار البلبلة الإعلامية لنفي حدوث أي هجوم أمس.. وأشارت ” الأخبار ” إلى أن أحداث أمس أعادت إلى التداول قضيّة مقتل القادة السابقين لـ “حركة أحرار الشام الإسلاميّة “، حيث اعتبر كثيرون الحادثتين متشابهتين في الظروف والأهداف، وربّما النتائج.. وربط آخرون الحدث بالترويج المتزايد خلال الأيام الماضية لاعتزام ” جبهة النصرة ” فكّ ارتباطها بتنظيم ” القاعدة ” الأم، ووجود خلافات في الرأي داخل ” الجبهة ” حول هذا التوجه.. بحسب الجريدة نفسها..
وقد أوردت مصادر إعلامية متعددة نبذة عن حياة أبو همام الشامي، وذكرت أن اسمه الحقيقي سمير حجازي، والتحق بتنظيم القاعدة في افغانستان أواخر التسعينات من القرن الماضي، وعينه أسامة بن لادن أميراً على منطقة المطار في قندهار..
وكما تشير مصادر أخرى إلى أن ” أبو همام ” كان متواجداً في العراق قبل الدخول الأميركي لبغداد، والتقى هناك بأبي حمزة المهاجر وأبي مصعب الزرقاوي..
حيث تم اعتقاله من قبل السلطات العراقية التي سلمته إلى السلطات السورية حيث تم إطلاق سراحه بعد فترة وجيزة من اعتقاله.. وبعد حملة الاعتقالات على من وصفتهم بالمتورطين في أعمال إرهابية عام 2005 هرب أبو همام من سورية إلى لبنان
ومنه عاد إلى أفغانستان بناء على طلب المشايخ هناك، حيث كلفه عطية الله الليبي العمل في سوريا وان يتبع لـ”القاعدة” مباشرةً.
إلا أن مصادر أخرى تحدثت عن اعتقاله في لبنان لمدة خمس سنوات، ثم أُطلق سراحه، فدخل سوريا والتحق بـ”جبهة النصرة”، وشغل منصب القائد العسكري العام للجبهة.. وهذا ما أكده أبو الزبير اللبناني أحد عناصر جبهة النصرة عبر حسابه على ” تويتر” حين قال عن أبي همام الشامي: تشهد له ساحات أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان.. وأضاف متوجهاً إلى الشامي: “سجنت خمس سنوات في سجن رومية ثم خرجت والتحقت بجبهة النصرة في القلمون مع أبو مالك التلي ثم الى حلب، وكنت أول من أسس خلايا تنظيم القاعدة في سوريا ولبنان”..