قائد ميداني في حزب الله: جيش النظام مفكك-حمص لنا- وحلب فعلياً بيد الثوار

رغم تمسكها الظاهري الشديد بنظام بشار الأسد فإن إيران حولت العام المنصرم استراتيجيتها في سوريا من الحفاظ على الأسد إلى تثبيت سيطرتها على البلاد حتى بدون وجود النظام، حيث عمل الإيرانيون على خلق العديد من البنى والتشكيلات على الصعد العسكرية والاجتماعية والخيرية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بقيادة حليفها القوي والمنظم حزب الله اللبناني.
الحزب الذي رجح منذ تدخله في سوريا الكفة العسكرية لصالح نظام الأسد، استطاع حسم عدة معارك مصيرية كان أهمها معركة اجتياح القصير أواسط العام ٢٠١٣م وحوّل وضعَ النظام في عديد من المواقع من الدفاع إلى الهجوم.
مراسل المرآة في لبنان تمكن من لقاء أحد قيادات الحزب الفاعلة في سوريا، واللافت في هذا القيادي هو معرفته التامة بتفاصيل جغرافيا المدن السورية وخصوصاً حمص التي قضى فيها عامين قبل اتفاق تسليم الأحياء المحاصرة والذي خرج بموجبه مقاتلو المعارضة المسلحة من تلك الأحياء باتجاه الشمال السوري المحرر.
باب هود ووادي السايح وباب السباع والقصور والقرابيص وجورة الشياح والخالدية وغيرها كلها أحياء قاتلنا فيها وفقدنا العشرات من الشهداء… يقول ذلك القائد الميداني الذي يؤكد أن (حمص لنا) فلم نفقد هذا العدد الكبير من الشهداء لنتركها بيد القوى التكفيرية على حد تعبيره.

ويضيف هذا الشاب الثلاثيني أن عشرات من عوائل مقاتلي حزب الله منحوا بيوتاً للسكن والإقامة في حمص حيث ينطلقون منها للقتال على الجبهات في بقية المناطق السورية، وفيما بدا متفائلاً حول تثبيت سيطرة الحزب على حمص فقد ظهر شديد التشاؤم حول مصير حلب واحتمالية تحريرها من قبل فصائل المعارضة المسلحة.
لا وجود فعلياً لجيش النظام في حلب، وإنما ميليشيات من جنسيات متعددة يقودها حزب الله فالجيش كما يقول (مفكك) ويعاني نقصاً عددياً على مستوى الضباط والأفراد كما يفتقد مقاتلوه للعقيدة القتالية حيث يتم سوق معظمهم بالقوة لتأدية الخدمة الإلزامية ولا يمكن الاعتماد عليهم في الخطوط الأولى للقتال.

وعند استفسارنا عن الانتصارات التي أعلن النظام عن تحقيقها في حلب أبدى سخريته وأكد أن حصار حلب قد سقط فعلياً وأن مقاتلي المعارضة أصبحوا يسيطرون على نحو ثمانين بالمائة من مواقع الاشتباك ، كما لفت إلى أنه وحتى في المدينة القديمة فالقلعة الأثرية التي” نسيطر” عليها محاصرة مع جوارها من قبل مقاتلي المعارضة وسقوطها بأيديهم وارد في أي وقت.
وحول الهيكل التنظيمي الذي يتبعه الحزب لحشد المقاتلين في سوريا يقول القيادي بأن جميع أبناء الجنسيات الشيعية الذين يتوافدون للقتال في سوريا بجانب نظام الأسد يتوجهون إلى حزب الله مباشرة، حيث تم افتتاح مكاتب للتجنيد في كل من لبنان وسوريا تحمل اسم الوعد الصادق، وتكفل هذه المكاتب رواتب بمعدل خمسمائة دولار شهرياً بالإضافة لميزات أخرى تشمل الطعام واللباس وهو ما لا يتوفر لمقاتلي جيش النظام.

أضف تعليق