تطورات جديدة تشهدها الساحة القتالية في محافظة درعا بعد الهجوم المباغت الذي شنته قوات المعارضة من ألوية الجيش الحر والكتائب الإسلامية على قوات النظام وميليشيا حزب الله وعناصر الحرس الإيراني المتمركزة في مدينة بصرى الشام، وقد أطلق الثوار على الهجوم ” معركة قادسية بصرى الشام “..
كانت المعركة عنيفة ومباغتة، كما تقول مصادر متعددة، حيث قامت كتائب الثوار بإطلاق 300 صاروخ وقذيفة من العيار الثقيل باتجاه المربع الأمني للميليشيات الشيعية داخل المدينة، والتي يتواجد فيها ثلاثة آلاف عنصر من ميليشيا حزب الله، حسب تقديرات بعض المصادر، وقد أدى ذلك الى تدمير واحتراق العديد من الأبنية والمقرات ومقتل وجرح عدد كبير من عناصر الميليشيا الشيعية، خاصة في فندق الشام القريب من قلعة بصرى الشام الأثرية، وأفادت المصادر أن العديد من الجثث والجرحى لا تزال في أماكنها دون أن يتمكن أحد من انتشالها من بين الركام..”..
وأفادت المصادر أنّ حالة من الهلع الشديد وقعت في صفوف الميلشيات الشيعية الموالية لنظام الأسد، وحاول العديد منهم الهرب خارج المدينة، لكنهم لم يستطيعوا بسبب الحصار المحكم من قبل قوات المعارضة على المدينة..
وتفيد التقارير الإخبارية الواردة من هناك أن الثوار استهدفوا المربع الأمني الذي يعد مقراً لعمليات النظام وكبار قادة الحرس الثوري الإيراني، بعد أن حرروا منطقة المزرعة الواقعة في الجنوب الغربي من المدينة، وبذلك قطعوا طريق الإمداد الوحيد الذي يصل إلى الميليشيات الشيعية الموجودة في المدينة.. وتقول المصادر إن الثوار نجحوا بذلك في تطويق المدينة بشكل كامل..
وذكرت مصادر ميدانية من داخل المدينة أنّ قوات الدفاع الوطني، ومعها ميليشا وئام وهاب اللبنانية حاولت اختراق الحصار الذي يفرضه الثوار على مدينة بصرى، من جهة قريتي ” ذيبين وبكا ” التابعتين لمحافظة السويداء، غير أنّ قوات المعارضة أحبطت هذه المحاولة عند بلدة ” صماد ” جنوب بصرى الشام، بعد أن نصبوا كميناً محكماً لتلك القوات وقتلوا عدداً كبيراً من الميليشيات الشيعية، من بينهم ضابط إيراني كبير يدعى علي هاشميان.. “..
وللتخفيف من هذا الهجوم العنيف من قبل قوات المعارضة، فقد شن طيران النظام عدة براميل متفجرة على الحي الشرقي من المدينة، وسقط أحد هذه البراميل بالخطأ على أحد الحواجز التابعة للميليشيا الشيعية.. ولم تتوفر معلومات عن الخسائر التي تكبدتها تلك الميليشيات من جراء سقوط البرميل المتفجر..
وتقول مصادر مطلعة إن ” الحالة المزرية التي وصلت إليها قوات الأسد وشبيحته وميليشيا حزب الله في بصرى الشام دفع بالعديد من العناصر الموجودة في المدينة لا سيما الشبيحة وقوات الدفاع الوطني إلى إتهام نظام الأسد بالتقصير، وبحسب المصادر نفسها فإن محافظ درعا حاول إجراء العديد من الاتصالات مع قيادات في الجيش الحر من أجل عقد صلح أو هدنة يُرفع بموجبها الحصار عن قوات النظام والشبيحة في بصرى الشام من قبل الجيش الحر.. “..
وبحسب بعض المحللين فإن نتيجة المعركة كانت قاسية جداً على قوات النظام وميليشيا حزب الله، وهذا ما دفع بعض المواقع الإعلامية الموالية للنظام، لتدّعي أن طائرات أردنية ساعدت جبهة النصرة بهجومها على بصرى الشام..”.. فكما ذكرت تلك المواقع أن طائرات تابعة لسلاح الجو الأردني قامت برمي صناديق أسلحة وذخيرة لجبهة النصرة في بلدة نصيب الحدودية القريبة من بصرى الشام التي تدور المعارك في محيطها..”.. وتابعت تلك المواقع الموالية أن جبهة النصرة تشن هجوماً واسعاً منذ أيام على مدينة بصرى..”.. وذكرت أن تدخل الطيران الاردني وإسناد ” النصرة ” عسكرياً على تلك الجبهة جاء بهدف” السيطرة ” على بصرى الشام، وهو بحد ذاته هدف أردني..”..
ومن جانب آخر فإن بعض وكالات الأنباء نقلت عن مصادر محلية ” إنّ عناصر من الحرس الثوري الايراني قاموا بسرقة بعض الآثار الرومانية القديمة، وسجلت حالة اقتتال بينهم وبين الشبيحة الذين كانوا يجمعون الآثار لسرقتها والهرب بها.. كما أفادت تنسيقية منطقة بصرى الشام أنّ المخابرات العسكرية في درعا والسويداء تقوم بشحن ما تم جمعه من آثار إلى خارج المنطقة بهدف تهريبها وبيعها خارج البلاد..