لليوم الرابع على التوالي استمرت ” معركة قادسية بصرى الشام ” بين قوات المعارضة وقوات الميليشيا الشيعية التابعة للحرس الإيراني ولحزب الله وشبيحة ما تسمى ” قوات الدفاع الوطني ” وفي صباح اليوم توجت بتحرير المدينة.. وكانت المدينة حتى منتصف الليلة الماضية على وشك السقوط بيد كتائب المعارضة، فالتقديرات على الأرض تقول إن المدينة أصبحت شبه محررة.. وفعلاً تحررت المدينة بالتزامن مع بدء تحرير مدينة إدلب..
ففي صباح هذا اليوم تواردت الأنباء بتأكيد تحرير بصرى الشام، وقد طالعتنا تنسيقية منطقةبصرى الشام بنداء معبر قالت فيه: الحذر الحذر يا أهلنا, لا تأمنوا غدر عدونا الذي لم يقاتل يوما بشرف, ولا تسمحوا للصٍ أو قاطع طريق بأن يستغل الفوضى الحاصلة للسرقة والنهب.. كونوا مضرب مثل على الأمانة والحفاظ على ممتلكات وأعراض وحقوق العباد ولا تسمحوا لأي تجاوزات بأن تعكر فرحتنا بهذا النصر المبين فقد والله هرمنا بانتظار هذه اللحظة التاريخية..”..
ونتيجة لتقدم قوات المعارضة إلى داخل المدينة وتحرير عدة أحياء فيها، فقد ذكرت الأنباء الواردة من هناك ليلة البارحة أن حالة من الرعب دبّت في صفوف الميليشيا الإيرانية والشبيحة وعناصر النظام، وأدى ذلك إلى فرار العشرات باتجاه السويداء بعد أن ألقوا سلاحهم وخلعوا ملابسهم العسكرية، وقد تمكنت كتائب المعارضة من أسر العديد منهم .. كما تذكر تنسيقية منطقة بصرى الشام أن عشرات من عوائل الشبيحة الذين نزحوا عن مدينة بصرى الشام يتم تجميعهم في بلدة ” القريا ” تمهيداً لنقلهم الى معسكر الطلائع في السويداء.. “..
وفي سياق المعركة الدائرة في منطقة بصرى، فقد عانت المدينة مساء أمس من قصف عنيف قام به طيران الأسد ومدفعيته وصواريخه، مع محاولات لإدخال تعزيزات تضم عناصر من قوات الدفاع الوطني في السويداء، لكن قوات المعارضة استطاعت أن تصد كل هذه المحاولات، مع وصول تعزيزات جديدة للثوار إلى داخل المدية..
أما عن الخسائر في صفوف الميليشيا الشيعية، فقد ذكرت الأنباء أن هناك أعداداً منهم غير معروفة، لكن بعض المصادر تنقل عن أبي سعيد الأنصاري المسؤول العام لجبهة النصرة ” أن قتلى الروافض بالعشرات..” ويضيف : بإذن الله لن يصبح الصباح الا ومدينة القرأن محررة من رجس الصفويين والشيعه الانجاس “.. حسب تعبيره.. وتؤكد مصادر أخرى أن شيخ الشبيحة في بصرى ويدعى ” الشيخموس ” هو وابنه في عداد القتلى”.. كما قتل العقيد علي عبود ( من منطقة جبلة ) وضابط إيراني كبير تم نقل جثته إلى مدينة السويداء..
أما الخسائر التي وقعت في صفوف المعارضة والمدنيين حتى مساء البارحة، فقد وثقت تنسيقة منطقة بصرى الشام أسماءهم، وعددهم 17 ضحية، وأغلبهم من محافظة درعا، بينهم ناشط إعلامي هو ” ميلاد شباط ” سقط وهو يغطي أحداث المعركة التي دارت هناك..
وفيما يتعلق بالأسرى، هناك تكتم من قبل فصائل المعارضة عن أعدادهم، ولكن الأنباء تشير إلى أن معظمهم من ميليشيات الحرس الإيراني وحزب الله.. وقد أكد مصادر إعلامية وقوع أعداد من الأسرى من الميليشيات بيد كتائب المعارضة أثناء دخولهم إلى قلعة بصرى.. فبعد أن تحدثت تلك المصادر عن تحرير المنطقة الغربية من المدينة بالكامل من قبل المعارضة وصولا إلى وسط المدينة، ثم إلى القلعة، ذكرت أن عدداً من الشبيحة تم أسرهم، وهم مختبئون في دهاليز القلعة..
كما أن هناك حركة نزوح كبيرة للشيعة المتواجدين في مناطق سيطرة قوات النظام نحو المناطق المجاورة، ولاسيما نحو السويداء.. وفي هذا الصدد فقد ذكر شاهد عيان أن إطلاق نار جرى في المشفى الوطني بالسويداء بين أهل الجبل والأمن العسكري، وأن المشفى يغص بالجثث..
ولكي يغطي النظام على هزيمته في هذه المعركة، فقد قامت مدفعيته باستهداف المدينة بعشرات القذائف الصاروخية يوم أمس الأربعاء, كما قام الطيران بعدة غارات على أحياء مدينة بصرى الشام وصماد ومعربة وجمرين وصيدا والغارية.. وهذا ما أكده شهود عيان في وقت مبكر من هذا اليوم حين ذكروا أن مروحيات النظام قامت بإلقاء 30 برميلاً متفجراً على مدينة بصرى ومحيطها، وهناك مصادر ترفع الرقم إلى أربعين برميلاً متفجراً..
إن القصف الصاروخي والمدفعي العنيف وإلقاء البراميل المتفجرة على المدينة التراثية قد دفعت بأحد الناشطين من أهالي المدينة ليوجه نداء على صفحته في التواصل الاجتماعي، حين قال: عشرات البراميل ومئات الصواريخ والقذائف تستهدف المدينة الأثرية، لماذا الصمت.؟ أليست بصری تراثاً إنسانياً عالمياً.. أين الامم المتحدة واليونيسكو وباقي منظماتها مما يقوم به نظام الأسد بحق هذا التراث الإنساني العالمي العظيم.. “