رغم دخول الحرب في سوريا عامها الخامس ورغم آلاف القتلى الذين استطاع الثوار إيقاعهم في صفوف قوات النظام والميليشات الداعمة بالإضافة إلى تدمير مئات الآليات، يظل حدث إسقاط طائرة حدثاً استثنائياً لدى العسكريين والمدنيين المعارضين لنظام بشار الأسد، فالحظر الجنوني الذي طبقه المجتمع الدولي على ثوار سوريا وفي طليعته الولايات المتحدة جعل السوريين يذوقون الأمرين نتيجة حرمان المعارضة العسكرية المسلحة من الحصول على مضادات الطيران الأمر الذي سمح لطيران الأسد بأن يسرح ويمرح في المناطق الخارجة عن سيطرته ناشراً براميل الموت على المدنيين ومدمراً مدناً بأكملها دون رقيب أو حسيب.
وبغض النظر عن الطريقة التي سقطت بها مروحية الـ “برافو 217” قرب دير سنبل بريف إدلب اليوم وهي ترمي البراميل المتفجرة ، فإن الفرحة التي عمت في صفوف المدنيين في تلك المنطقة يعكس الحسرة الكامنة في قلوبهم والغضب تجاه هؤلاء الطيارين “المرتزقة” كما يصفهم المواطنون.
أبو محمد أحد أهالي سرمين قال لمرآة سوريا: (يجب أن لا يقتل هؤلاء الطيارون بل يجب أن يطلبوا الموت ولا يجدوه لقد خنقوا أولادنا بالكيماوي ولم يسأل عنا أحد) في إشارة لقصف سرمين بغاز الكلور الأسبوع الماضي، أما الدكتور ضياء وهو من أبناء حلب فيقول:( قد يفسر كلامي على أنه تشجيع للقتل والإجرام..لكن أقول أن من يعيش في سوريا فقط تحت قصف البراميل ويجمع الأشلاء بيديه سيفهم وجهة نظرنا فهؤلاء الطيارون يجب أن يصبحوا عبرة لبقية طيارين النظام ..يجب أن يقتلوا بأبشع الطرق وأن تصور عملية قتلهم وتبث على شبكة الانترنت!!)
الشيخ محمد وهو خطيب مسجد يعيش في مخيم أطمة قال (الإسلام نهى عن المثلة، وفي الشرع هناك قصاص ولا يوجد انتقام..لكن إذا كان التنكيل بهؤلاء سيردع المجرمين أعداء الاسلام فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)
هيفاء وهي أم لخمسة أطفال وزوجها معتقل منذ 2012 قالت أنها تتمنى أن تأكل من لحم هؤلاء الطيارين! وأضافت أنها نزحت 5 مرات بسبب القصف بالبراميل.
وبغض النظر عن مصير طاقم المروحية والذي يبلغ عدده خمسة أشخاص قام الثوار بتصفية أحدهم مباشرة، فإن جولة واحدة اليوم في المناطق المحررة تعطي انطباعاً بـ”فرح هيستيري” ينتشر بين المواطنين ويزيد عن الفرح الذي عم يوم تحرير وادي الضيف كما يفيد مراسلنا، ولكنه يعكس أيضاً مدى المرارة والظلم التي عاشها السوريون أمام سمع ونظر العالم أجمع.