ما تزال تداعيات الصور التي سربها المدعو “قيصر” تتفاعل في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، الصور والتي وثقت قتل نظام الأسد لأكثر من 11 ألف معتقلاً تحت التعذيب، قُدمت أمام الكونغرس الأمريكي في شهادة وصفت بالسرية حيث أصر مقدمها على عدم الكشف عن شخصيته حرصاً على حياته كما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر في وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية.
وفي الوقت الذي وُصِف فيه قيصر بالمصور المنشق عن النظام، فقد علم موقع مرآة سوريا عدم صحة هذا الادعاءات بتاتاً حيث أن الرجل كان ضابطاً برتبة “لواء” واحتل منصباً هاماً في وزارة الدفاع التابعة لنظام الأسد قبل انشقاقه.
وكان من اللافت دقة الاجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الأمريكية والسرية البالغة التي أحاطت بشخصية “القيصر” مع العلم أن نظام الأسد يعرف تماماً شخصيته الحقيقية.
قيصر والذي مهد لعملية التسريبات بإخراج أغلب أقاربه من الدرجة الأولى خارج سوريا وبالتحديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لم يبلغ بقية عائلته الكبيرة بنيته حول التسريبات مما أدى لقتل النظام لاثنين من أبناء عمومته في مدينة حمص قبل هروب الجميع إلى لبنان المجاور.
ونظراً لعدم رغبة صاحب التسريبات في الكشف عن شخصيته يمتنع موقع مرآة سوريا عن ذكر الاسم الكامل والموقع الذي كان يتبوأه الـ”قيصر” داخل نظام الأسد، تلك التسريبات التي لا تزال تشغل السوريين المفجوعين بالبحث عن أبنائهم التائهين في زنازين الأسد. وفي ظل غياب أي نية دولية جادة لمحاسبة مجرمي الحرب في سوريا، سيظل التقييم الحقيقي لعملية التسريبات مجهولاً وهل كانت مجرد محاولة لـ”مسؤول سابق” للقفز إلى أحضان الدول الغربية التي لم تحركها فظاعة الصور بقدر ماحركتها مصالحها في المنطقة.