خلال أقل من يومين انقلب المشهد في المعارك التي تخوضها المعارضة المسلحة ضد النظام والميليشيات الايرانية في حوران لجهة مشاركة الدروز في تلك المعارك.
فالبارحة نشرت عدة استغاثات من صفحات تابعة لبعض الشخصيات الدرزية الموالية للنظام حيث ادعت دخول “جبهة النصرة” إلى القرى الدرزية مستثيرة نخوة الدروز لأطفالهم ونسائهم التي تهددها “جبهة النصرة” على حد قولهم، وبالمقابل ظهرت نداءات من ثوار حوران تخاطب الدروز بعقلانية شديدة وتطالبهم بالتزام الحياد وعدم مؤازرة قوات النظام بعد أن تأكد البارحة استخدام وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء لبعض المرتزقة الذين ينتمون للطائفة الدرزية وإرسالهم لمؤازرة قوات النظام المحاصرة في بصرى الشام وذلك لزج الدروز في المعركة التي يخوضها نظام الأسد ضد ثوار حوران.
وحتى اليوم كانت الصورة ملتبسة بشكل كبير حول مشاركة شباب الدروز في هذه المعارك، إلا أن المخفي بدأ يظهر إلى العلن بعد التقدم الذي أحرزه الثوار في بصرى الشام ،حيث بدأت صفحات موالية للنظام بحملة ضد الطائفة الدرزية متهمة إياها بالخيانة والتواطؤ مع الثوار ضد نظام الأسد، فقد نشرت صفة شبكة أخبار درعا الأسدية منشوراً طويلاً حملت فيه أهل السويداء المسؤولية عن عدم إرسال المؤازرة لقوات النظام ، فيما اتهمت صفحة الدفاع الوطني – درعا أهالي السويداء بالتواطؤ مع المسلحين.
وفي حين التزمت هذه الصفحات شبه الرسمية -حتى الآن- بعدم الإساءة اللفظية للدروز فقد نضحت تعليقات المشاركين الموالين للنظام بمحتوى عال من الحقد والكره على الدروز متهمينهم بتهم غريبة تصل إلى مبايعة جبهة النصرة وحتى تنظيم الدولة المعروف بـ”داعش”..فيما رد العديد من النشطاء الدروز بأنهم لا يريدون لأبنائهم أن يقتلوا في معارك ضد جيرانهم أهل حوران، محملين النظام مسؤؤلية إشعال الفتن بين الجبل وجيرانه.
ويعتقد العديد من المراقبين بأن الدروز أمام خيارات صعبة، فالحياد الذي يجلب نقمة نظام الأسد عليهم قد لايفيدهم كثيراً أمام الثوار خصوصاً في ظل سيطرة جبهة النصرة على المشهد والتي ترى أدبياتها تخييرهم بين الإسلام أو الجزية أو القتل، وبحسب العديد من المطلعين والعارفين بالشأن الدرزي فإن على عاتق الجماعات الكبيرة كأحرار الشام ومجموعات الجيش الحر في حوران أن تطمئن الدروز حول وضعهم المستقبلي في سوريا لمساعدتهم في حسم خياراتهم باتجاه الثورة ، الأمر الذي إن تم فسيغير من المشهد بشكل كامل في المنطقة لجهة طرد النظام منها بالكامل.