ناصر النهار قائد فيلق حمص يتحدث إلى مرآة سوريا

ناصر النهار: ابن حي بابا عمرو، من أوائل حملة السلاح ضد نظام الأسد بعد انطلاقة شرارة الحراك الشعبي في 2011، أسس كتيبة ثوار بابا عمرو ضم فيها مقاتلين من أبناء حي بابا عمرو ، و مع انضمام عدة كتائب إليها، أسس “النهار” فوج الفاتحين، و بعد خروج قوات المعارضة من حمص المحاصرة إلى الريف الشمالي توجه فوج الفاتحين إلى المنطقة ليشكل مع بعض الكتائب ما أُطلق عليه ” فيلق حمص”.
موقع مرآة سورية التقى ناصر النهار فكان معه الحوار التالي…

• لماذا تم تشكيل فيلق حمص و ما هي الظروف التي رافقت تشكيله؟ و من هي المجموعات و الكتائب المنضوية تحت لوائه ؟

-بعد خروج الثوار من حمص المحاصرة بموجب الاتفاق الذي جرى بين قوات المعارضة و النظام، وجدنا أنه من اللازم ضبط التشتت و التخبط الذي واكب هذه العملية، خصوصًا مع وجود العديد من الكتائب و المجموعات غير المنضوية تحت أي تشكيل أو لواء، فتم و بتوفيق من الله اتفاق عدة فصائل عسكرية على تشكيل قوة موحّدة تحت مسمّى “فيلق حمص”، و توجيه هذا الفيلق نحو الهدف الرئيسي لتشكيله و هو استرجاع مدينة حمص و تحريرها من قبضة نظام الأسد و ميليشياته.
هنالك العديد من الكتائب العسكرية التي شكّلت الفيلق، سواء من الكتائب التي خرجت من حمص المحاصرة او من كتائب الريف الشمالي الموجودة أصلًا في المنطقة، و منها: كتائب أحفاد خالد بن الوليد، كتيبة أتباع الرسول، فوج الفاتحين، كتائب أحباب الرسول، جبهة الأصالة و التنمية، كتيبة شهداء البياضة، و غيرها من الكتائب و المجموعات المقاتلة.

 

– يقول مختصون بالشأن العسكري في حمص أنه يوجد في ريف حمص الشمالي أكثر من 60 نقطة رباط، كم نقطة منها يغطيها مقاتلو الفيلق ؟

-في الحقيقة عدد نقاط الرباط في ريف حمص الشمالي و الجبهات المحيطة به أكثر من 60 نقطة بكثير، يغطي فيلق حمص منها نحو 13 نقطة بنوبات حراسة دائمة.

 

•ما الهيكلية التنظيمية للفيلق ؟ و ما هي آلية اتخاذ القرارات فيه ؟

-عند تشكيل فيلق حمص تم الاتفاق على الهيكلية التي يقوم عليها، باختيار القائد العام للفيلق و رئيس الأركان و قائد غرفة العمليات و مجلس الشورى، أما بالنسبة للقرارات الصادرة عن الفيلق رسميًا فإنها تصدر بعد عرضها و التوافق عليها في مجلس الشورى.

•في ظل انقطاع الدعم عن الكثير من الفصائل المعارضة المقاتلة في سوريا , هل انقطع الدعم عن فيلق حمص أيضًا ؟

-لم يتشكل فيلق حمص بناءً على دعم من أحد، فقد شُكّل بإمكانيات محدودة جدًا و دون أن تُقدم له أية مساعدة، بعد تشكليه كان الدعم خفيفًا جديدًا ثم انقطع بعد فترة قصيرة، و حاليًا يعتمد الفيلق في تمويل نفسه على أشخاص و أفراد، و هذا ما يجعل الدعم محدودًا جدًا لا يسمح بالقيام بأي عملٍ عسكري كبير.

•بعد نشوب العديد من المشكلات في ريف حمص الشمالي كيف يتعامل الفيلق مع الوضع الآن ؟ و هل تم اتخاذ تدابير على مستوى القيادات العسكرية في المنطقة لمنع أي مشكلات مستقبلية ؟

-في الحقيقة و منذ انطلاق الثورة السورية المباركة، حصلت مع جميع الكتائب المقاتلة العديد من المشكلات، و قد اعتدنا على وجودها، بالنسبة لي و أنا كقائد لفيلق حمص قد خضت معارك عديدة خارج حي بابا عمرو، في جوبر، و السلطانية، و القصير، و في جميع مناطق القلمون تقريبًا، و في ريف حماه، و مهين في ريف حمص، و معركة قادمون وغيرها، في كل هذه المناطق شهدت تشكيلاتنا العسكرية الكثير من المشاكل، و هي مشاكل عادية طبيعية مع وجود الحسّاد و المرتزقة الذي لا يهدفون من إثارة هذه المشاكل إلا خدمة النظام.
و نحن قادرون دومًا على تجاوز هذه المشكلات بالطريقة المثلى، و قد تجاوزناها الحمد لله في جميع هذه المناطق.

• أشيع منذ فترة عن قيام مجموعة تابعة لتنظيم الدولة باختطافك و قتل أحد المرافقين لك و جرح آخر ؟ ما حيثيات هذا الموضوع و تداعياته ؟

-في الحقيقة أصبح واضحًا للجميع بعد هذه الحادثة أن المجموعة معروفة من قبل بأنها مجموعة من قطاع الطريق و قد اشتهرت بأعمالها الدنيئة في المنطقة، كانت في البداية لواء مقاتل ضد النظام يعمل تحت اسم “لواء أسود الإسلام” ثم ما لبثت أن كشفت الوجه الحقيقي لها من خلال أفعالها التشبيحية.
في تفاصيل الحادثة، كنت في سيارتي مع شخصين، صادفنا في الطريق رجلًا يومئ لنا فتوقفنا و إذا به شخص ملثم، و حالما توقفنا بدأ مع من معه بإطلاق النار على السيارة، ثم قالوا أنهم “عناصر من الدولة الإسلامية”، و نحن لم نبدِ منذ بدأت هذه الحادثة أي رد فعل و لم نبادلهم أي إطلاق للنار، بل سرنا كما يريدون ليتبين لنا لاحقًا أن الدولة الإسلامية لم تعترف بهم، و ما هم إلا قطّاع طرق، هدفهم نهب السلاح.
و بقيت عندهم مدة 30 ساعة و معي الشخصان الذين كانا برفقتي في السيارة، و بعد الضغوط و التهديدات الكثيرة التي انهالت عليهم أطلقوا سراحنا.
أما الشخص الذي قُتل، فلم يكن من مرافقتي كما أشاعت الكثير من الجهات الإعلامية، إنما كان في مهمة لتصليح إحدى السيارات، و بعد خروجه من رحبة التصليح، تعرض إلى إطلاق نار من ذات المجموعة، في محاولة منهم لنهب مدفع رشاش (شيلكا) كان مثبتًا على السيارة التي يقودها، و أدى ذلك إلى استشهاده على الفور.
و قم تم لاحقًا إجبار هذه المجموعة على إعادة جميع ما نهبوه في الحادثتين، و حكمت المحكمة الشرعية بعد احتكامنا إليها بدفع ديّة الشاب المقتول، لكنهم أخلّوا بقرارَي المحكمة، و أعادوا 90% فقط من المسروقات و لم يدفعوا حتى الآن ديّة الشاب، و مع عدم تنفيذ قرار المحكمة حتى اللحظة، قدّمنا لها مهلة زمنية عند انتهائها دون أن تدفع ديّة الشاب سنصدر بيانًا توضيحيًا بهذا الامر و نتخذ الإجراءات اللازمة، فدماء مقاتلينا لا تذهب هدرًا تحت أي ظرف أو سبب.

•ما الإنجازات العسكرية التي استطاع الفيلق تحقيقها منذ تشكيله ؟

-أبرز معارك الفيلق التي خاضها هي معركة الهلالية على جبهة أم شرشوح، التي نتج عنها تحرير هذه القرية من قوات النظام، و فرض سيطرة قوات المعارضة عليها.
و منذ تشكيل الفيلق فإن الصعوبات ازدادت حتى فترة قريبة، و ظهرت الكثير من المشاكل و العثرات هددت صمود و كيان الفيلق، لكن الحمد لله استطعنا الحفاظ على وحدة هذا التشكيل و تناسقه، و إننا الآن في طور الإقلاع من جديد، و أمورنا جيّدة.

• ما دور المجموعات المنضوية تحت لواء الفيلق و الموجودة في ريف حلب الغربي ؟

-ليس لدينا مجموعات كبيرة في ريف حلب، لدينا كتيبة واحدة فقط، قمنا بتشكيلها لتكون ضمن القوة المركزية لمجلس قيادة الثورة، باعتبارنا إحدى التشكيلات الموجودة في القيادة، و هذا ما يتطلب منّا أن يكون لدينا ضمن القوّة المقاتلة 100 مقاتل جاهزين لخدمة هذه القوة. و إننا نتأمل الخير من هذا المجلس و نتمنى له التوفيق

•يتداول بين الناس أن فيلق حمص هو فيلق مشايخ الخارج , ما صحة ذلك و ما علاقتك بهم؟

في الحقيقة نحن نفضّل أن يكون تعاملنا مع شيوخ حمص في الخارج أكثر من تعاملنا مع جهات غير معروفة، و إن علاقتنا معهم جيدة جدًا، و نحترمهم و نقدّر كل ما يفعلونه و يقدمونه لأجل حمص، و لكنهم ليسوا الراعين الرسميين لفيلق حمص، إنما يؤدون دورهم في دعم كل الكتائب و التشكيلات التي تقاتل باتجاه حمص، و هذا ما لاحظناه خلال أكثر من معركة بأكثر من زمان و مكان.

•كيف تم الانسحاب من الهلالية ولماذا اصدرت هيئة علماء حمص بيانا يحرم على إثره الخروج من الريف الشمالي والانسحاب؟ وهل لذلك علاقة بإصرار ممثل الفيلق في الخارج السيد ناجي النهار على جعل القوة المركزية التابعة لحمص ضمن مبادرة واعتصموا خارج حمص ومحاولاتكم المستمرة بالخروج نحو شمال سوريا؟

-بعد الضغوط الكثيرة التي مورست على الفيلق، و مع طلب الأخوة في الريف الشمالي أن يحمل كل مقاتل يتحرك ضمنه على هويّة تعريفية، و قيام المحكمة الشرعية في تلبيسة بنصب الحواجز على الطرقات، وجدنا أن من الانسب عقد اتفاق معهم تم بموجبه تسليمهم جبهة الهلالية و انسحابنا منها بهدوء، مع قدرتهم التامة على سد هذه الجبهة بالمقاتلين و السلاح اللازم، و بالفعل قامت ألوية الإيمان و أحرار الشام و غرفة عمليات تلبيسة باستلام هذه الجبهة و سدها.
أما بالنسبة لقرار المحكمة الشرعية بعدم خروج المقاتلين من ريف حمص الشمالي، فمن شأنها أن تصدر ما تراه مناسبًا.
و نحن إن قررنا في يومٍ ما الخروج من ريف حمص الشمالي فإن السبب حتمًا سيكون قيامنا بعمل عسكري يخدم الريف الشمالي و حمص، مع تأكيدي بأنه لا توجد لدينا أية نية لذلك، فنحن بالأساس كنا في المناطق المفتوحة في ريف حماه و ريف حلب و بقينا فترة في التمانعة و لو أردنا الخروج لما دخلنا إلى ريف حمص.
و بخصوص إصرار أخي ناجي على خروج الفيلق وأن يكون قوة مركزية فهذا الكلام غير صحيح البتّة، نحن لدينا 100 مقاتل في حلب يسدون حاجة القوة المركزية لمجلس قيادة الثورة، و ليس من المعقول أن نخرج كل الفيلق من أجل ان يكون قوة مركزية لها، و لكن ناجي لديه وجهة نظر أن القتال بالأماكن المفتوحة افضل منه في المناطق المحاصرة، و معارك المحاصرة خاسرة دومًا، و هي وجهة نظر شخصية تمثله كشخص و لا تمثل الفيلق، و نحن كقيادة عسكرية لدينا قرارنا الواضح بالقتال في ريف حمص الشمالي و ضمن مدينة حمص.

•ما هي إجراءات الفيلق تجاه حي الوعر الذي يعاني أوضاعًا صعبة من حصار و قصف و غير ذلك؟

-يوجد تنسيق عالٍ بيننا و بين أهل الوعر، لن أزيد في القول على أن التنسيق على أعلى مستوى.

•ما رأيكم بالمفاوضات الجارية حاليًا بين النظام و المعارضة في حي الوعر ؟

-المفاوضات لكسب الوقت لصالح النظام، و الأخوة في حي الوعر يراعون وجود المدنيين و يديرون المفاوضات بشكل جيد جدًا و حتى الآن لم يقدموا و لن يقدموا أية تنازلات، إلا لمصلحة الوعر و أهلها، فإن كانت الحرب فهي الحرب، و سيكون فيلق حمص سندًا كبيرًا لجبهة الوعر في حال وقوع أي هجوم عليه، و سيقوم فيلق حمص بفتح معارك و مفاجآت تربك النظام و تجعله يعيد حساباته كافّة، نحن لن نترك الوعر أبدًا.

•هل الحل العسكري هو الأنسب في حي الوعر؟ أم أن المفاوضات تحقن دماء أكثر من 200 ألف مدني محاصرين فيه؟

-هذا النظام نظام كاذبٌ لا يصدق بوعوده أبدًا، نحن ليس لدينا أي أمل في المفاوضات، أما المدنيون فإن لديهم وجهاء على تواصل مباشر مع العسكرين داخل الحي، و هم سيقررون أين المصلحة للجميع، فإن كانت المصلحة في الحرب، فلتكن الحرب، و نحن على قناعة أنه طالما بقي التنسيق قائمًا مع الناس في الوعر سنصل الى نتيجة ستكون هي الأنسب و الأفضل للمدنيين و العسكريين على حد السواء.

•ما رأيكم بالمعسكرات التي أقامها امجد البيطار تحت مسمّى “جيش تحرير حمص” في ريف اللاذقية؟

-هذه المعسكرات فاشلة جدًا، و هدفها إخراج أهل حمص من حمص، و لجلب المال و الدعم، نحن لا نتهم الشيخ أمجد، لكن هذا هو الواقع، فإن كان يريد حقًا القتال لأجل حمص، فإن معسكره قد مضى عليه 9 شهور، و إنه في أعتى مراكز التدريب و معسكرات الجيوش، لا تتعدى مدة المعسكرات التدريبية العادية فيها التسعة شهور، إذا كان هدفه تحرير حمص، فهذه هي حمص فليفتح طريقًا إليها.
و إنني في هذا الشأن اوجه نداءً إلى أبناء حمص الذين يقاتلون في حلب و إدلب و ريف حماه، إن هذه المناطق ليست بحاجة إلى المقاتلين، ففيها أشجع الرجال القادرين على إدارة أعتى المعارك فيها، لكن مدينتكم حمص محتلّة و أغلب شبابها خارجها، إن لم تعودوا أنتم و تعملوا على تحريرها فمن سيقوم بتحريرها؟!
نحن نعقد الآمال على أن يحرر حلب أهلها، و أن يحرر إدلب أهلها، و لكن حمص احتلها النصيريون و الشيعة و إن عكف أبناء حمص عن العودة إليها لتحريرها فإن هذا الأمر خطيرٌ جدًا.
نحن نؤمن بأنّ الجهاد كائنٌ في كل مكان، لكن من الأولى لك ان تجاهد في منطقتك، لعلمك بخباياها و اسرارها، أضف إلى ذلك أن أعراضنا فيها، فنحن لم نخسرها بشكل كامل، بل ما زالت أحياء الإنشاءات و الحمراء و بابا عمرو والغوطة والوعر والقرى المحيطة بالمدينة كلها مسكونة من قبل أهالينا، و غننا إن تركناها و تخلينا عنها فإننا نرتكب خطأً جسيمًا.
و إنني أعود و أوجه نداءً إلى حميع أبناء حمص، أن يعودوا إلى مدينتهم للقتال فيها و العمل على تحريرها، و أخص بالذكر أبناء بابا عمرو، لأنني قاتلت معهم و أعرفهم جيدًا، نريد أن نقاتل في حمص و نحرر بابا عمرو و القصور و الخالدية و جورة الشياح و كل حمص.

• هل تعتقد أن تحرير حمص يجب أن يكون بعمل عسكري من الخارج يتم من خلاله فتح طريق للذخيرة و الجرحى؟
– طبعًا.

• هل تستطيع قوات المعارضة المحاربة تحقيق أي تقدم عسكري على النظام في ظل الحصار ؟
– نعم لكن هذا الأمر صعب.

 

 

أضف تعليق