المعروف عن العرب أنهم اهتموا بالخط العربي اهتماماً كبيراً، حتى أن بعض الخطاطين القدماء كانوا يبتكرون لوحات فنية في غاية الإتقان من خلال كتابة آية قرآنية أو قول مأثور على سبيل المثال..
وبعد أن تم اختراع الطباعة، وانتشار الصحافة خفّ الاهتمام بالخط العربي، ولكن ليس بالقدر الذي أصبح فيه هذه الأيام بعد انتشار الهواتف الذكية والحواسب المحمولة واعتياد الناس على الكتابة ” الإكترونية ” والابتعاد عن الكتابة بالقلم، وهذا ما أدى إلى رداءة شكل الخط المكتوب عند الكثيرين..
وقد دفع حب الخط العربي نشطاء المعهد السوري للثقافة والإبداع في حي الزبدية بحلب لإقامة دورة في فن وتعليم الخط العربي بإشراف الإعلامي ” جمعة الموسى ” و التي تستمر لمدة خمسة أيام في مقر المعهد.
ضمت الدورة فئات مختلفة من المجتمع من كبار وصغار، ومن كلا الجنسين، حيث أبدوا استعدادهم لتطوير مهاراتهم الكتابية..
هذا ما نقله مراسل ” مرآة سوريا ” ونقل عن أحمد سهيل أبو صالح أحد المنتسبين للدورة، حيث قال: استفدت من حضور هذه الدورة في أصول الكتابة الصحيحة, وتعلمت القواعد الأصلية لكتابة الحروف العربية, وهذا يفيدني كثيراً لأن عملي مدرس ومدير إحدى المدارس في مناطق حلب المحررة.
أما حسام الطالب الجامعي والناشط في اتحاد ثوار حلب، فيقول : كتابتي جيدة ولكن هناك قواعد يجب تعلمها لتحسين الكتابة أكثر، وخصوصاً أن الخط العربي هو جزء من تراثنا، ويجب المحافظة عليه وتعلُّمه وتعليمه للآخرين “..
ويقول محمود، وهو طالب إعدادي: أنا جئت لأتعلم في دورة الخط العربي لأن مدرستنا قد قُصفت، وعندنا عطلة لمدة أسبوع، وأنا أحب اللغة العربية كثيراً، وأطمح في المستقبل أن أكون فناناً في الكتابة والرسم “.
ويقول مصطفى البائع المتجول: عندي وقت فراغ قليلاً، وسمعت عن إقامة دورة في الخط العربي، فجئت لكي أتعلم فن الخط العربي، لأن هذا العلم لم نتعلمه من قبل وإن شاء الله سنستفيد من الدورة ونعلم أولادنا في المستقبل”.
ويقول عبد الله وهو ” ناشط ميداني ” : عندنا نقص كبير بالخطاطين في مدينة حلب، ونحن بحاجة لمن يرسم ويكتب لوحات للمظاهرات، لذلك أرغب بأن أكون محترفاً لأساعد الخطاطين في كتابة اللوحات وأساهم أيضاَ في تجميل البلد “.
وأبو أحمد، موظف في جمعية خيرية، يقول: ضمن مجال عملي في الجمعية يتطلب مني كتابة لوحات للمشاريع الإغاثية، وهذه الدورة التعليمة الثقافية تساعدنا على اكتساب الخبرات وتطوير المهارات “.
من جهته المشرف على الدورة الأستاذ جمعة الموسى المعروف بـ ” الإعلامي المرح “.. فلافتات المظاهرات وحيطان حلب تشهد له ولجهوده في كتابة الشعارات التي تخدم مسيرة الثورة.. وقد تحدث إلى موقع ” مرآة سوريا عن أهمية هذه الدورة فقال: نحن في حلب المحررة، وبعد أربع سنوات، نفتقد كوادر تتقن الخط الجميل.. والناس شاهدوا كل نشاطاتنا خلال السنوات الأربع الماضية “، ويضيف قائلاً ” نحن قمنا بهذه الدورة لتأهيل شباب جدد يقدمون الشيء الجميل للبلد وللثورة، وأتمنى أن تكون الدورة نقطة بداية للمتعلمين فيها, ليُظهروا للناس في المستقبل إبداعاتهم الجميلة، وأتمنى التوفيق لجميع من حضر هذه الدورة.
ويختم المراسل بالقول: تبقى حلب المدينة التي تحتوي على كل النشطات والفعاليات في ظل أصعب الظروف، وتكتب على جدرانها ” حلب صامدة ” وتبحث عن الحياة تحت ركام القصف والدمار والبراميل المتفجرة “.