ذكرت مواقع إخبارية متعددة أن زهران علوش قائد جيش الإسلام وصل يوم أمس الجمعة إلى مدينة اسطنبول التركية، والسبب المباشر في ذهابه إلى تركيا هو دعوته لحضور احتفالية رابطة خطباء ” الشام” التي أقيمت مساء اليوم نفسه، حيث التقى علوش مع معظم “شيوخ” دمشق ومنهم كريم راجح شيخ قراء بلاد الشام ومدير رابطة خطباء الشام حالياً، إضافة إلى الداعية أسامة الرفاعي
لكن الأسباب الحقيقية لانتقال علوش إلى تركيا وبحسب العديد من المراقبين ليست مجرد تلبية دعوة مؤتمر “الخطباء” حيث أثيرت تكهنات وتقديرات متعددة حول أسباب هذه الزيارة والهدف منها..
فمن المراقبين من تكهّن أن علوش يهدف من وراء هذة الزيارة إلى تثبيت موقعه السياسي في المعارضة الخارجية في ضوء إمكانياته العسكرية في الداخل، هذا أولاً، وثانياً فتح قناة دعم من تركيا لوجوده في شمال سوريا وتحديداً في أرياف حلب ومدينة إدلب المحررة، حيث يسعى إلى زيادة ذلك الحضور على حساب الفصائل الأخرى بوصفه “معتدلاً”، أي نيل الدعم العسكري التركي الذي يمكّنه من تعزيز قوته في الشمال المحرر على حساب الاخرين “..
ويرى آخرون أن الزيارة هي في حد ذاتها أمر مُستغرب من حيث التوقيت والدوافع، ويبعث على التساؤل عن كيفية مغادرة زعيم ” جيش الاسلام ” الأراضي السورية متوجهاً إلى تركيا، وكذلك كيفية الطريقة التي تمكن فيها “علوش” بالخروج من الغوطة الشرقية المحاصرة بالرغم من طول المسافة والحصار الخانق المفروض على الغوطة وخطورة ذلك الخروج على شخصية هامة مثل “علوش” الذي هدد بقصف العاصمة وفرض حظر تجول فيها سابقاً..
لكن الموضوع الأهم لا ينحصر فقط في خروج علوش، ووصوله الى تركيا، بل في الهدف الذي يسعى خلفه زعيم جيش الاسلام، فبحسب مصدر معارض، ” فإن علوش لم يخرج من معقله في الغوطة الشرقية ليعود إليه، على الأقل في المدى المنظور، ولو أنه يريد العودة في القريب، لأبقى زيارته سرية لحين عودته، ولما سمح بنشر هذه الصور له وبكثافة، لأنه في هذه الحالة سيقدم لأعدائه الذين يريدون تصفيته، خدمة مجانية “.. بحسب تقدير المصدر المعارض..
ويؤكد المصدر نفسه أن علوش خرج برفقة أكثر من قيادي في تنظيمه، بالإضافة إلى زوجته، والمعلومات المتداولة تشير الى انه سيقضي فترة طويلة في تركيا، لأن الوضع العسكري في الغوطة يتجه إلى الأسوأ، وبالتالي هو ليس في صدد المخاطرة والبقاء أكثر من ذلك، خصوصا أن لا أفق لإمكانية وصول اسلحة نوعية اليه في الفترة القريبة تساعده على تحصين موقعه هناك..”..