لم يعد الموت القادم من براميل النظام و طائراته الحربية هاجس المواطن الحلبي الذي أصبح يتأقلم بشكل كبيرة مع مصاعب الحياة اليومية في مناطق حلب المحررة، وإنما طفى على السطح نوع آخر من الموت، وهو عدم توفر الأدوية الطبية الضرورية، ومنها الأدوية السرطانية ومرض السكري وغيرها من الأمراض التي تفتك بحياة الإنسان..
ويقول المراسل: المدينة الصناعية بمعظم منشآتها في حلب توقفت عن العمل، حيث كانت تحتوي على الكثير من المصانع الإنتاجية الكبيرة، كصناعة النسيج وصناعة الأدوية وغيرها من الصناعات الهامة التي كانت ترفد الاقتصاد السوري بمليارات الليرات السورية.. لكن هذه المنشآت الصناعية توقفت عن العمل منذ أكثر من أربع سنوات، أي منذ أن بدأ النظام يستهدفها بصواريخه وبراميله المتفجرة، كما يستهدف المناطق المحررة بأكملها..
وفيما يتعلق بصناعة الدوية فقد توقف العمل في معظم مصانعها، ما عدا القليل منها بسبب القصف الهمجي وهروب الأيدي العاملة الخبيرة وصعوبة الحصول على المواد الخام، وقد أثر ذلك على الوضع الصحي في المناطق المحررة، ولم يعد الكثير من أنواع الأدوية متوفراً في الصيدليات..
لسان حال المواطنين في المناطق المحررة يقول: هل سيستمر الوضع الصحي على ما هو عليه الأن أم أن الجمعيات الخيرية والمنظمات الطبية والإنسانية ستجد حلاً للأدوية الطبية الخطيرة كأمراض ” السرطان و السكري و ضغط الدم ” أم أن المواطن الحلبي سيبقى يدور في حلقة مفرغة، ويلجأ في النهاية إلى مناطق سيطرة النظام للحصول على دواء له ولأهله ..؟.. هذا إن استطاع ذلك..
تقوم أم محمد بزيارة الجمعيات الخيرية بحثاً عن أحد يمد لها يد العون في الحصول على دعم لشراء الدواء الذي يحتاجه زوجها المصاب بمرض السرطان، ولكن دون جوى بسبب عدم توفر الدواء في المناطق المحررة أولاً، ولأن سعر الدواء في مناطق سيطرة النظام هو ” 2500 ” ليرة سورية ثانياً، وهي بحاجة لثلاث علب شهرياً، وهذا المبلغ لا تستطيع تأمينه، فضلاً عن صعوبة إحضاره من مناطق سيطرة النظام.