مع بدء الحراك الشعبي في سوريا في آذار/مارس 2011 بمظاهرات سلمية طالبت بالإصلاح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، لم تقف فئة الرياضين متفرجة، إنما انخرطت بهذا الحراك، و لمعت أسماء العديد من الرياضيين فيه.
و لعل أشهر من سطع نجمه في الحراك الشعبي السوري هو حارس نادي الكرامة و منتخب سوريا للشباب “عبد الباسط الساروت”، الذي ترك ناديه و انصرف للهتاف في المظاهرات السلمية في حي البياضة الحمصيّ و في سائر أحياء حمص، ثم انخرط في العمل المسلح و أسس كتيبة عسكرية تقاتل في صفوف المعارضة السورية في مدينة حمص.
العديد من اللاعبين الرياضيين قتلوا في المعارك الدائرة في سوريا، منهم صبحي نحيلي، لاعب منتخب سوريا بألعاب القوى، ويمان الجوابرة لاعب منتخب سوريا بالكيك بوكسنغ، وجمال بايرلي لاعب منتخب سوريا بالكاراتيه، و لاعب كرة القدم أحمد سويدان، وبطل سوريا برمي الكرة الحديدة، فياض أبا زيد، و عبد الباسط الخالد لاعب نادي الكرامة بكرة القدم، و غازي زعيب الرئيس السابق لنادي الكرامة، و عقبة العاشور و خالد جرجنازي و تمام زعرور و حمزة عرش.
الأيام القليلة الماضية شهدت مقتل طارق عنتبلي لاعب نادي الوثبة و منتخب سوريا للشباب بكرة القدم الذي انضم إلى صفوف مقاتلي “جيش الفتح” في معركة “غزوة إدلب” و قتل على الجبهات، كما تم التعرف على صورة لاعب نادي الكرامة السابق بكرة القدم “لؤي العمر” من بين الصور المسرّبة للمعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام.
و منذ 2011 سجّل الناشطون اعتقال العديد من الرياضيين السوريين، منهم من أفرج عنه بعد اعتقال لفترة محدودة مثل الملاكم العالمي أحمد الوتار، والمدرب الكروي أنور عبد القادر، ولاعب منتخب رجال سورية بكرة القدم سابقاً رغدان شحادة، في حين يبقى آخرون رهن الاعتقال يعانون مصيرًا مجهولًا مثل صبحي الحواس، بطل سوريا بكمال الأجسام، وقتيبة السراج لاعب منتخب سوريا بكرة اليد، وحسين دروبي، لاعب الكرة في نادي حطين، والسباح ياسر حموي، و جهاد قصاب لاعب نادي الكرامة و منتخب سوريا بكرة القدم.
في حين اضطر عدد آخر من الرياضيين إلى الخروج من سوريا خوفًا من بطش النظام بهم، مثل الملاكم الأولمبي “ناصر الشامي” الذي تعرض للإصابة بنيران النظام في حماه و خرج بعدها لتلقي العلاج في الأردن، و حازم المحيميد لاعب نادي الوثبة بكرة القدم، و نادر التركماني لاعب سابق في نوادي الكرامة و الوثبة و الفتوة بكرة القدم، و الذي توفي في الجزائر، بعد خروجه إليها.
يذكر أن أول من سقط قتيلًا من الرياضيين في سوريا، هو “يمان إبراهيم” لاعب نادي الشرطة لكرة القدم، الذي قضى بعد أن فتحت قوات الأمن السوري نيرانها على إحدى مظاهرات الحجر الأسود التي كان يشارك فيها في نيسان/أبريل 2011.