المعارضة تسيطر على معسكر القرميد بريف إدلب و تحرير “المسطومة” و “أريحا” هدفها القادم

اليوم تحرر حاجز معمل القرميد في إدلب.. وبتحريره تلقّى النظام ضربة أخرى موجعة، فهو الحاجز الأشد تحصيناً والأكثر خطراً في المنطقة، وتحريره لا يقل أهمية عن تحرير وادي الضيف في منطقة المعرة، كما يقول ناشطون ..
سكان المنطقة القريبة من حاجز القرميد، أطلقوا عليه سابقاً وادي الموت، نظراً لما عانوه من ويلات كوارث طوال معظم سنوات الثورة.. فعناصر النظام الذين كانوا متواجدين فيه تسببوا بمقتل وجرح آلاف المدنيين عبر القنص والقصف..
وللتخفيف من حجم هذه الخسائر الكبيرة، حاول ثوار المعارضة منذ نحو عام تحرير هذا الحاجز، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك نظراً لتحصيناته القوية، فهو حاجز كبير ويحيط به العديد من الحواجز التي تحميه.. ولكن بعد أن تضافرت الجهود وتوحدت عدة فصائل معارضة، وعلى رأسها جبهة النصرة، في غرفة عمليات واحدة باسم جيش الفتح، بدأت الانتصارات تتوالى، فحرروا أولاً مدينة إدلب في غضون أربعة أيام، وأعلنوها مدينة محررة في 28/3/2015 ، ثم جاء دور مدينة جسر الشغور التي تحررت بعد أقل من شهر من تحرير إدلب، وكان تحريرها بين عشية وضحاها، كما يُقال، بعد أن قضوا على حواجز النظام المنشرة في محيط جسر الشغور.. ولم يكتف ثوار جيش الفتح بذلك، وإنما انطلقوا يحررون الحواجز، واحداً بعد الآخر في أراضي محافظة إدلب وسهل الغاب.. ثم جاء دور معسكر القرميد أخيراً وليس آخراً، حين تم إعلان تحريره صبيحة هذا اليوم الاثنين..
كانت خسائر النظام فادحة جداً، فبحسب ما ذكره الناشط الإعلامي هادي العبد الله لــ ” مرآة سوريا ” فإن خمسين قتيلاً سقطوا صرعى من عناصر النظام فوق أرض الحاجز ومحيطه، والعشرات من الجرحى، إضافة إلى عشرات الأسرى، واغتنام عدد كبير من ذخائر النظام وآلياته العسكرية، منها أربع دبابات وتدمير ثلاثة.. وهذا يعني أن حاجز القرميد قد تمت إبادته بالكامل..
وكعادته دائماً، فإن النظام بعد كل هزيمة تلحق به، يلجأ إلى سلاح الجبناء والطغيان، فيصب غضبه بالبراميل المتفجرة وبالغازات السامة، حيث تسقط عشوائياً على المدن والقرى المستهدفة، فتقتل عشرات المدنيين وتخلف الدمار والخراب، كما فعل في إدلب وجسر الشغور وكما فعل اليوم أيضاً بعد أن تم تحرير حاجز القرميد، حيث أرسل طيرانه المروحي ليلقي ببراميله على المنطقة المحيطة بالحاجز..
والنظام حين يلجأ إلى هذه الأعمال الوحشية، يظن أنه ينال من عزيمة السكان المدنيين ويحدّ من تقدم الثوار لتحرير المزيد من الأراضي الواقعة تحت وطأة قواته ومرتزقته القادمة من إيران وحزب الله والعراق وحتى أفغانستان، وهو واهم بذلك، وهذا ما أكده أحد القادة الميدانيين من داخل معسكر القرميد المحرر، حين ذكر أن مقصدهم الآن هو حاجز المسطومة شبه المحاصر، والذي يشرف على مدينة أريحا التي ربما تكون الهدف الأخير، هي ومطار أبو الضهور، في محافظة إدلب، فلو تم تحرير المدينة والمطار، فإن محافظة إدلب كلها أصبحت محررة بالكامل..
يذكر أن جيش الفتح وعلى رأسه جبهة النصرة اتبع في معارك تحرير محافظة إدلب وغيرها استراتيجية قتالية متطورة، وهي إرسال سيارات مفخخة ضخمة، وتفجيرها في النقاط الحصينة والبوابات الرئيسية، ويتبعها مباشرة عناصر فدائية بأسلحتهم الفردية يتولون القضاء على كل ما يتواجد داخل التحصينات من عناصر ومن آليات حربية.. وهذه الاستراتيجية هي التي تسرّع من تحرير العديد من النقاط والتحصينات العسكرية الهامة..

أضف تعليق