فجأة ودون سابق إنذار بدأ الإعلام العالمي يتحدث عن انهيار اقتصادي وشيك يطال معظم الدول في العالم.. والسبب في ذلك يعود إلى الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها اليونان..
أما السبب المباشر فيعود إلى أن رئيس الوزراء اليوناني أليكسس تسيبراس انسحب من المباحثات مع الدائنين وأعلن إجراء استفتاء في الخامس من تموز/ يوليو المقبل على البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه..
كما قررت الحكومة اليونانية إغلاق البنوك والبورصة اعتبارا من هذا اليوم الاثنين، كما أنها وضعت قيوداً على الأموال التي يتم سحبها من أجهزة الصراف الآلي، حيث لم يعد بمقدور أي يوناني أن يسحب من أمواله أكثر من 60 يورو يومياً، وهذا ما سبب حالة من الهلع عند سكان اليونان الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام البنوك وأجهزة الصراف الآلي لسحب أموالهم..
وقد استدعت هذه الخطوات رداً سريعاً وزراء منطقة اليورو حين أعلنوا عدم تمديد برنامج الإنقاذ الممنوح لليونان والذي ينتهي غداً الثلاثاء 30 حزيران/ يونيو، وهو ما يعني أن أثينا لن تكون قادرة على الأغلب على سداد المبلغ المستحق عليها لصندوق النقد الدولي، وهو مليار يورو، وهذا يعني إعلان إفلاسها الواضح..
ونتيجة لهذه التطورات فقد تكبدت سوق الأسهم في أستراليا خسائر تجاوزت مليار دولار خلال الساعة الأولى من تداولات الاثنين، بينما هبط مؤشر الأسهم في اليابان إلى أكثر من 2% وأدى ذلك إلى إعلان الصين المفاجئ خفض أسعار الفائدة..
أما العملة الأوروبية الموحدة ” اليورو ” فقد تكبدت خسائر قاسية أمام العملات الأخرى، وسط مخاوف من أن يؤدي تعثر اليونان إلى انهيار العملة الأوروبية، أو تسجيل هبوط حاد في قيمتها المتداولة ما قبل بدء هذه الأزمة..
أما الأسواق العربية فقد تأثرت هي الأخرى ووقعت في خسائر حادة، لاسيما في سوق الأسهم السعودية، وهي أكبر البورصات العربية، وارتفعت الخسائر إلى واحد في المئة مع بداية تداولات الأسهم صباح هذا اليوم الاثنين..
كما سجلت بورصات كل من مصر ودبي وأبوظبي وقطر والكويت، خسائر متفاوتة هي الأخرى، كان أعلاها في الكويت حيث تراجعت إلى أكثر من 2,2% عند ضحى هذا اليوم الاثنين..
يشار إلى أن كافة المحللين يجمعون على أن الخسائر الأقسى والأكبر هي التي ستكون في اليوم التالي لإعلان اليونان تخلفها عن سداد الدائنين وإفلاسها، لتكون بذلك أول دولة أوروبية تعاني من مثل هذه الأزمة..