بعد أربعة أعوام من الحرب السورية وتمكن المعارضة المسلحة من تحرير الجزء الاكبر من مدينة درعا (درعا البلد والسد والمخيم والحقول المحيطة بها)، حافظت قوات النظام على (درعا المحطة) والتي تضم الدوائر الرسمية والأفرع الامنية والمشافي بالإضافة إلى أكثر من حي رئيسي (حي الكاشف – السبيل – حي
حطين – حي ميسلون – ضاحية الشهداء).
ومع تصاعد وتيرة المعارك في محافظة درعا في الفترة الاخيرة بعد تحرير الشيخ مسكين ومنطقة نوى بالكامل ومحاصرة الطريق الدولي الذي يربط مدينة درعا بإزرع ودمشق، ثم انتقال المعارك إلى المنطقة الشرقية وتحرير مدينة بصرى أحد أهم مدن محافظة درعا والمحاذية للسويداء بشكل مباشر، وصولاً إلى تحرير جمرك نصيب، أصبحت المنطقة الشرقية من المحافظة محررة بنسبة 85 %.
مع تلك التطورات الميدانية ازداد الخطر على قطع طريق الامداد الوحيد الذي يربط المدينة بدمشق العاصمة وإزرع التي تعد الخزان الرئيسي لمستودعات الوقود والسلاح والمرافق الامنية الهامة.
الجديد اليوم وبحسب مراسل “مرآة سوريا” في حوران هو بدء النظام بإخلاء المساكن العسكرية (مساكن الضباط) ونقل فرع الهجرة والجوازات الى العاصمة دمشق ونقل شعبة التجنيد الى مدينة إزرع.
“أحمد” مواطن في مدينة درعا “موظف” ذكر لموقعنا أنه وفي الآونة الاخيرة تضاءلت أعداد عناصر الأمن واللجان الشعبية، وتم نقل مراكز هامة مثل الهجرة والجوازات وشعبة التجنيد والمساكن الشعبية ومساكن الضباط التي تقطنها عائلات الضباط وعناصر الأمن والشرطة في درعا، وبحسب أحد رجال الامن: (طلعتنا من درعا قريبة).
ومع ازدياد الحديث في الفترة الاخيرة عن تحرير المدينة، وبعد انتقام النظام من الأحياء المحررة بالقصف المدفعي من المناطق القريبة المسيطر عليها والتي كان آخرها مجزرة في درعا البلد راح ضحيتها أكثر من 25 مدنيّ. بدأ النظام يستشعر الخطر واقتراب تحرير المناطق المحتلة، وأصبح يضع الخطط البديلة لإخلاءها بأقل الخسائر، فقطع طريق لا يتجاوز عرضه 50 متر يقضي على الآلاف من قواته داخل المدينة.
يقول “أبو عمر” وهو عنصر في الجيش الحر: ( سيطرة الثوار على طريق الامداد الوحيد للمدينة وقطعه بشكل كامل كفيل بالقضاء على الترسانة العسكرية والامنية في محافظة درعا، وهو ليس بالأمر الصعب إذا توافرت العزيمة والعتاد وبإذن الله أصبح هذا اليوم قريباً وهذا ما دفع النظام لإعداد العدة لإخلاء المدينة بالكامل) على حد تعبير المقاتل في أحد التشكيلات الحورانية.
ومع كل تلك المؤشرات يبدو أن انسحاب قوات النظام من مدينة درعا بات قاب قوسين أو أدنى، الخطوة التي يعزوها العديد من المراقبين إلى تغير ميزان القوى في المنطقة مع اشتداد الحرب في اليمن وغيرها من التطورات السياسية المعقدة في المنطقة.
يذكر ان مدينة درعا تبغ مساحتها حوالي 4000 دونم ويبلغ عدد سكانها بجزأيها المحرر والمحتل حوالي 100 ألف نسمة، ويعمل أغلب سكانها بمجال الزراعة والنقل البري بين سوريا والخليج بالإضافة لعدد لا بأس به من الموظفين الحكوميين.