شهدت شوارع حلب المحررة الأسبوع الماضي وخصوصاً شوارع بستان القصر معارك من نوع خاص، فقد هاجم بعض الشبان نظراءهم الذين كانوا يتظاهرون حاملين أعلام الثورة لأن هذه الأعلام برأيهم “رايات كفرية” لا يجوز رفعها واعتبارها راية للـ”مسلمين”.
وقال شهود عيان إن المهاجمين لم يكونوا من مجموعة معينة وإنما من عدة مجموعات بحسب السيارات التي كانوا يستقلونها قبل هجومهم على المظاهرة، حيث كان بعضهم من جبهة النصرة وآخرون من كتائب أبو عمارة بينما كانت النسبة الكبرى من المهاجمين والذين أشعلوا العراك من أعضاء حزب التحرير الإسلامي.
ونتيجة للعراك الذي أصيب فيه العشرات بجروح طفيفة وكدمات، تم حرق أعلام الثورة وتهديد من يرفعها بـ”قطع الرؤوس”
وقد أثارت تلك الأحداث عاصفة من ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، ولكن أبرز تلك الردود كانت فتوى للشيخ عبد الله المحيسني أحد رموز تنظيم القاعدة في سوريا حيث “أباح” استخدام تلك الراية بشروط قال إنها تتوفر في سوريا اليوم.
فتحت وسم #حكم_ علم_ الثورة غرد المحيسني على “التويتر” قائلاً “إن أُريد برفعه أنه شعار لإسقاط النظام وأنه رمز للثورة المباركة التي تسببت في زعزعة ركن الطاغية
فليس في ذلك أي محذور شرعاً” مبيناً أن أغلب من يرفعونه في سوريا بحسب ماوصل إليه لا يريدون دولة علمانية فلذلك لا “إثم” في رفعه.
كما وضح المحيسني بأن “الخرقة” أي الراية كما وصفها ليست معقداً لـ “الولاء والبراء” مهما كان لونها متهماً من يعتبرها كذلك بالجهل، كما اعتبر المحيسني أن كتابة عبارة التوحيد على الراية ليس معياراً لـ” إسلامية” رافعها أو علمانيته على حد تعبيره.
يذكر أن موضوع الراية شكل مادة دسمة للتجاذبات بعد تحرير إدلب حيث دعا قطاع كبير من أنصار جبهة النصرة إلى رفع راية الجبهة تحت بند “رفع راية التوحيد” بينما دعا الكثيرون من نشطاء الثورة إلى رفع راية الثورة في إدلب المحررة.