تقرير خاص:اللاجئون السوريون في مدينة قيصري التركية

مدينة في قلب الأناضول:
تقع قيصري وسط الجمهورية التركية في إقليم الأناضول الذي تعتبر عاصمته و أكبر المدن فيه .
عدد السكان فيها يقارب الـ 550 ألف نسمة (1) يتوزعون في نطاقين جغرافيين واضحي الملامح ( ريف – مدينة ) .
كحال كل المدن التركية استقبلت قيصري ( Kayseri) اللاجئين السوريين الوافدين من سورية و من مناطق الشمال السوري بشكل خاص ( حلب و إدلب ) , و نظرًا لكونها مدينة كبيرة فإنها تستقبل بشكل متزايد عددًا أكبر من الوافدين السوريين , الذين تغلغلوا مضطرين في الحياة الاجتماعية في هذه المدينة , واندمجوا بالقطاعات التجارية و الصناعية كعمال و موظفين أكثر منهم أصحاب أعمال .

الحياة في قيصري :
يقترب عدد السوريين في هذه المدينة من 20 ألف (2) , يتركز معظمهم في المدينة القديمة و نواحيها ( Eski şehir ) .

تحتاج الأسرة السورية القاطنة في هذه المدينة إلى دخل يتراوح بين 650 – 1000 ليرة تركية ( 300 -500 $ ) , لا تعتبر المعيشة في هذه المدينة مرتفعة كالمدن المشهورة سياحيًا في تركيا ( اسطنبول – أنقرة – إزمير ) حيث تحتاج العائلة السورية في تلك المناطق إلى ضعف هذا المبلغ في بعض الأحوال .
جميع الحاجيات متوفرة في الأسواق بأسعار متراوحة , يوجد في المدينة مولات تجارية مدعومة الأسعار حكوميًا ؛ تكون المواد فيها معفاة من الضريبة , و يوجد سوق شعبي مسقوف ( أكثر من 500 محل تجاري ) تكون الأسعار فيه أقل مما هي عليه خارجه
العمل :
رغم عدم استكمال الآليات التنفيذية لمَنح أذونات العمل للسوريين في كل أرجاء الجمهورية التركية , و مع توجهات الحكومة التركية لتطبيق القوانين الجديدة التي تختص بمنح السوريين أذونات عمل حتى للذين لم يستكملوا الأوراق الرسمية المطلوبة في القانون القديم ( الإقامة مثلًا و التأمين الصحي ) , فإن مجالات العمل مفتوحة لجميع السوريين حاليًا, سواء في الشركات أو المعامل و المصانع أو المهن الحرة ؛ و دون أن يتحصلوا على إذن عمل أو إقامة .
متوسط الرواتب التي يتقاضاها السوريون في المهن المختلفة يتراوح بين 800 – 1500 ليرة تركية ( 400-700 $ ) و الحكومة التركية بمؤسساتها المختلفة تغض النظر عن تجاوزات أصحاب العمل بتوظيف السوريين دون إذن عمل و دون أن يستخرجوا لهم التأمين الصحي الواجب على صاحب العمل توفيره لأي عامل أو موظف لديه .
الأمن و التنظيم :
يجب على السوري الذي يريد الإقامة كلاجئ في مدينة قيصري الحصول على بطاقة الضيف ( الكيملك البيضاء ) التي يتم منحها للسوريين في مديريات الأمن ( الأمنيات ) , و تشمل هذه الهوية معلومات الاسم و المواليد و المدينة و صورة شخصية لحاملها .
يستفيد من خلالها من جميع المساعدات و التسهيلات التي تمنح للسوريين في المدينة و بدونها لا يستطيع السوري اللاجئ الحصول على أي من هذه الخدمات .
التعليم :
أصدرت الحكومة التركية مؤخرًا قرارًا يسمح للطلاب السوريين في المراحل الدراسية ( ابتدائي , إعدادي , ثانوي ) ببدء أو استكمال تعليمهم في المدارس الحكومية التركية و بدون شرط الحصول على الرقم الوطني التركي الذي يستوجب الحصول على إقامة و أوراق رسمية كاملة , وإنما يُكتفَى فقط ببطاقة الضيف ( الكيملك البيضاء ) , و يعامل الطالب السوري في المدرسة الحكومية معاملة الطالب التركي تمامًا .
كما استُحدثت مدارس أهلية للسوريين يتم التدريس فيها باللغة العربية و بمناهج عربية ( منهاج الإئتلاف السوري و منهاج الجمهورية الليبية ) لكنها محدودة الإمكانيات و غير مستقرة .
أما بخصوص طلاب الجامعات و الدراسات العليا , فإن جامعة Erciyes الحكومية في المدينة قدمت تسهيلات كبيرة لقبول الطلاب السوريين ( مستجدين – استكمال ) مقارنة بغيرها من الجامعات بباقي المحافظات التركية .
تضم الجامعة كافة الفروع الجامعية الدراسية ( الطب و الهندسة و الآداب و العلوم و الإلهيات … ) و لا يكاد يخلو فرع إلا و أحد الطلاب السوريين موجود فيه .
كما يحق للطلاب السوريين الانتساب لجميع المعاهد التعليمية الحكومية و الخاصة , و يحق لغير الطلاب الانتساب للمعاهد المهنية و الحرفية المشابهة ( Kaymek – ihtisas merkezi , sumer ) .

التسهيلات الممنوحة للسوريين :
تقدم بلدية المدينة (kayseri büyükşehir belediyesi ) بمؤسساتها المختلفة عددًا من التسهيلات و المساعدات و الخدمات للسوريين اللاجئين .
من يملك بطاقة الضيف الخاصة بالمدينة يستطيع مراجعة المشفى الحكومي فيها و القيام بالفحوصات و التشخيصات اللازمة و أخذ الدواء اللازم مجانًا .
كما يتم توزيع الحطب و الفحم الخاص بالتدفئة على العائلات السورية مجانًا كل عائلة حسب عدد أفرادها , و كل حي بفترة زمنية معينة .
و يتم توزيع الخبز” السمون ” مجانًا في بعض أحياء المدينة كما يتم توزيع الطعام المطبوخ في بعض أحيائها أيضًا .
كما أن إدارة المواصلات في المدينة ( Aktif 38 ) منحت الطلاب السوريين الذين يملكون أوراق قبول في الجامعات و المدارس التركية الحكومية بطاقات مواصلات مخفضة ( Indirimli kart ) يستطيع الطالب فيها التنقل عبر وسائط النقل المختلفة في المدينة ( الباصات و الترام واي ) بأجور مخفضة ( 1.15 ل.ت بدلًا من 1.85 ل.ت للاستخدام الواحد ) .

آراء :
يقول محمد تاج (عامل) : قدمت إلى المدينة قبل 8 شهور , و أعمل حاليًا في مصنع غذائيات كعامل نقل , راتبي 900 ليرة تركية و مصروف البيت الشهري يقترب جدًا من هذا الرقم , العمل طويل و متعب جدًا ( من الساعة 8.30 ص – 6 م ) .
و تقول إسراء مرتضى (مدرسة خصوصية –لغة عربية) : أنا متزوجة و أساعد زوجي في إعالة المنزل , لدينا 5 أبناء جميعهم في المدرسة , المعيشة هنا جيدة لكننا نعيش بما نعمل .
و يقول محمد عبد القادر فتاح ( طالب جامعي ) : التسهيلات للطلاب الجامعيين في الجامعة كبيرة جدًا , أسكن في منزل استأجرته مع خمسة شباب سوريين , و أنا أعمل في مصنع و أتعلم اللغة التركية كي أستطيع البدء في الدراسة بداية العام الدراسي المقبل .

(1) ويكبيديا (الموسوعة الحرة) .
(2) ( 15 ألف حسب الصحفي التركي Ahmet Taş الذي أفرد مقالة خاصة بأوضاع السوريين في آب/أغسطس 2014 ) .

أضف تعليق