حقيقة أحداث قرية المبعوجة “الإسماعيلية”: تنظيم الدولة قتل “الشبيحة” ثم”الأهالي” والنظام متورط في المجزرة

شهد الأسبوع الفائت هجوماً عنيفاً و”مفاجئاً” من قبل مقاتلي تنظيم الدولة على قرية المبعوجة الواقعة شمال شرقي مدينة السلمية بريف حماة, حيث تمكّن التنظيم و بعد اشتباكات استمرت لساعات طويلة مع حواجز و نقاط ميليشيات الدفاع الوطني من اقتحام القرية و قتل و جرح العشرات من عناصر الميليشيات بالإضافة إلى قتل و أسر عدد من أهالي القرية


و أفادت مصادر من داخل القرية بنزوح معظم الأهالي إلى مدينة السلمية و قريتي عقارب الصافية و صبورة المجاورتين بالتزامن مع هجوم التنظيم، في حين لم يتمكن الآخرون من قاطني الحي الشرقي للقرية من الفرار بعد أن أدركهم الوقت ولم تتوفر سبل لنقلهم خارجها .
كما أفادت تلك المصادر بأن عناصر التنظيم و بعد سيطرتهم التامة على القرية قد قاموا بارتكاب مجزرة بحق العديد من أهالي المدينة في بيوتهم إما ذبحاً أو حرقاً أو رمياً بالرصاص بحجّة أنهم ينتمون لطوائف غير إسلامية (كالاسماعيلية و العلوية) وموالية للنظام السوري ، وذلك قبل انسحابهم منها صبيحة اليوم التالي
.

و كان طيران النظام قد قام بعدة طلعات جوية ليلية أثناء العملية والمجزرة واللتان امتدتا لأكثر من ثمانية ساعات تاركاً أهالي القرية لمصيرهم المحتوم مع غياب لأي عمل عسكري طارئ أو مؤازرة فعّالة لصد ذلك الهجوم ، ثم قام الطيران في الصباح التالي بقصف القرية عشوائياً بالبراميل المتفجرة و الصواريخ و من مدفعيّة قرية صبورة المجاورة مما أدى إلى تهدّم الكثير من المنازل و مقتل عدد من المدنيين و فقدان آخرين تحت أنقاض الأبنية المدمرة.


وبالتزامن مع القصف الجوي قام مقاتلو تنظيم الدولة بالانسحاب من القرية بعد أسرهم لعدد من عناصر ميليشيات الدفاع الوطني واختطافهم عدداً من المدنيين ،وقد أفادت مصادر متفرقة بارتكاب عناصر النظام -بعد انسحاب مقاتلي “الدولة”- لعمليات قتل و حرق أخرى للمدنيين في سياق تصفية حسابات شخصية حيث تم إلصاق تلك الأفعال بعناصر التنظيم في غياب أي تغطية إعلامية مستقلة تصور حقيقة ماجرى مع استئثار وسائل إعلام النظام بتغطية الحدث .


وعن كيفية اقتحام عناصر التنظيم للقرية مع وجود قوات النظام في محيطها بشكل مكثّف، يقول أحد الأهالي :” منذ فترة طويلة و الوضع غريب و مريب في منطقتنا، إذا أن مواقع التنظيم تبعد عن المبعوجة و عقارب أقل من كيلومتر، و خلال سنة كاملة لم يحدث أي هجوم على القرية من قبل التنظيم”، كما أن معظم الأهالي لديهم قناعة شبه تامة بأنه يوجد تنسيق للوضع العسكري والميداني في هذه المنطقة كحدود دائمة بين النظام و التنظيم ، بالاضافة الى أن النظام ليس لديه أي تحصينات عسكرية قوية في قريتي المبعوجة و عقارب و التي يمكن بواسطتها صد الهجوم على تلك القرى .وفي الوقت نفسه فقد نقل أكثر من مرة عن ناشطين في القرية انسحاب عدد من عناصر جيش النظام و الدفاع الوطني من مواقعهم و نقاطهم سواءً بقصد أو بغير قصد كون المنطقة و جبهاتها شبه نائمة .


هذا وتشير العديد من الآراء المطلعة على مخططات تقسيم وفرز المنطقة وطابعها الديموغرافي إلى وجود ترتيبات معينة بين بعض الدول المؤثرة في الشأن السوري حول وضع مدينة السلمية، حيث يقوم -الآغا خان- زعيم الطائفة الإسماعيلية مدعوماً من بعض الدول الخليجية بضخ أموال هائلة بغية إنشاء ميليشيات مدنية من أهالي المنطقة للدفاع عنها و تحييد جيش النظام ذو السمعة السيئة لدى الأهالي و أبناء المنطقة .

يذكر أن تنظيم الدولة قد قام عدة مرات في الصيف الماضي بشن هجمات مشابهة على كل من محطة صلبا وقرية عقارب الصافية الواقعتين شمالي قرية المبعوجة.

 

أضف تعليق