تتعرض أحياء حلب السكنية منذ البارحة للقصف وتختلف الإحصائيات في أعداد الضحايا، ولكن الشيء الوحيد المؤكد أن الصراع في حلب بين قوات النظام والمعارضة وتنظيم الدولة جل ضحاياه من المدنيين.
حيث تعرض حي السليمانية الواقع تحت سيطرة النظام لقصف صاروخي ليلة البارحة، ورغم اختلاف النشطاء في تحديد مصدر الصواريخ والتي رجح غالبيتهم أن يكون مصدرها قوات النظام بسبب عدم امتلاك الثوار لصواريخ بهذه القدرة التدميرية، فقوات المعارضة أثقل أنواع الصواريخ لديها في صواريخ الغراد والتي – بحسب خبراء-قدرتها التدميرية توازي قدرة قذيفة الهاون.
ومهما كان نوع الصواريخ ومصدرها من المؤكد أنها استهدفت منطقة مدنية وأوقعت عددا من الجرحى والقتلى في صفوفهم.
ونتيجة تعرض السليمانية للقصف ليلة البارحة شهد الحي منذ الصباح الباكر اليوم حركة نزوح إلى الأحياء المجاورة.
وصرح مفتي النظام أحمد حسون اليوم على التلفزيون الرسمي التابع للنظام بمطالبته الحكومة السورية بإبادة الأحياء المحررة رداً على قصف المدنيين في حي السليمانية، متجاهلاً اكتظاظ الأحياء التي طالب بتدميرها بالمدنيين.
ويبدو أن المفتي الذي لم يتوقع مراقبون أن يكون له هذه الكلمة المؤثرة والفاعلة في نظام الأسد، قد استطاع هذه المرة على الأقل أن يعطي أمراً عسكريا عملت قوات النظام السوري من طيران ومدفعية على تنفيذه.
حيث سقط اليوم صاروخ أرض-أرض أو كما يسميه أهالي حلب “فيل” على حي “جب القبة” وأدى لمقتل مدني واحد وسقوط عدد من الجرحى.
كما استهدفت مدفعية النظام في مطار كويرس الاحياء السكنية في مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، ولا معلومات عن الضحايا هناك.
وظهر اليوم استهدف طيران النظام المروحي سوق الهال الوحيد الموجود في الأحياء المحررة في حلب، وهو السوق الواقع في حي المعادي والأكثر ازدحاما، وسقط برميل متفجر وسط الباعة والمشترين، راح ضحيته أكثر من عشر أشخاص بينهم نساء وأطفال، وأكثر من عشرين جريحاً، بالإضافة للأضرار المادية في المحلات التجارية.
ويذكر أن حي المعادي تعرض لأكثر من مجزرة منذ تحريره حتى اليوم نتيجة استهدافه من قبل طيران النظام بالبراميل المتفجرة والصواريخ.
ويعلل مراسل “مرآة سوريا” في حلب “عبد المنعم جنيد” هذا القصف في رغبة جامحة لدى النظام السوري في قتل الحياة في المناطق المحررة باستهدافه الأسواق والمدارس والمساجد.