إذا عدنا بالذاكرة إلى ما بعد حرب عام 1973 أو ما أَطلق عليها إعلام النظام ” حرب تشرين التحريرية ” والتي تغنّى بانتصاراتها سنوات طويلة، لوجدنا أن هذه الحرب في الواقع لم تحرر سوى مدينة القنيطرة المهدمة بعد توافقات مبرمجة بين الأسد الأب وإسرائيل عبر الوسيط الأميركي هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت.. أما منطقة الجولان وأراضها الخصبة فقد بقيت منذ ذلك
التاريخ وحتى الآن بيد إسرائيل، وبقيت جبهة القتال صامتة عشرات السنين دون أن ينطلق منها رصاصة واحدة..
وما يعنينا هنا هو التحول الجذري في البنية الاجتماعية والاقتصادية التي انتهجتها سياسة الأسد الأب بعد تلك الفترة، فبينما كانت الضائقة الاقتصادية الخانقة تحيط بعامة الناس، لدرجة أن الحصول على علبة سمنة ” أم الكيليين ” يعد إنجازاً هائلاً من قبل المواطن العادي.. بينما في المقابل ظهرت طبقة من الأثرياء، سواء من السياسيين أو الضباط الكبار المتنفذين، والموالين للنظام من التجار والفنانين والممثلين وغيرهم.. هذه الطبقة أخذت تطفو على السطح بشكل ملفت وسريع، وتفرض تأثيرها على الواقع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا..
ومع أن إعلام الأسد كان يتوعد إسرائيل بتحرير الجولان، إلا أن الواقع على الأرض جاء بعكس ذلك.. ففي الثمانينات بدأت حركة عمرانية باذخة تجري على مشارف ” جبهة القتال ” مع إسرائيل، لا سيما في المناطق الواقعة على جانبي الطريق الواصل من دمشق إلى القنيطرة، وتقوم بها تلك الطبقة المتنفذة المذكورة.. وهذه المنشآت أقيم قسم كبير منها في منطقة خان الشيح وما حولها..
أثناء ذلك بدأت تسري عبارات مريرة وتتناقلها الألسنة الهامسة في تلك الأيام، من مثل ” الذي يريد أن يحرر الجولان لا يشيّد على خط الجهة المئات من الفيلات السياحية والقصور الفارهة.. “..
وحول طبيعة هذه القصور والفيلات وما آلت إليه فيما بعد، يشير مراسل مرآة سوريا في الغوطة الغربية إلى منطقة خان الشيح والتي تقع على بعد 25 كم إلى الجنوب الغربي من دمشق.. وحول طبيعة تلك المنشآت العمرانية أفاد مراسلنا أنها قصور وفيلات خاصة بالأثرياء السوريين من أهل دمشق والممثلين والضباط وغيرهم من كبار المتنفذين.. حيث تحتوي على مسابح وغرف بلياردو وصالات رياضية ومسابح شتوية وتماثيل أجنبية مستوردة وأثريات وغير ذلك من الأثاثات الباذخة، وهذا يعني أن ثمن الفيلا، وما يحيط بها من مزارع، قد يصل إلى ملايين الدولارات..
ومن المؤلم والطريف أيضاً أن أصحاب تلك القصور كانوا يتفاخرون باقتناء الكلاب الخاصة والتي استوردوها من بلدان أجنبية متنوعة، بحيث وصل سعر “الكلب” الواحد إلى أكثر من عشرة آلاف دولار، كما أن هذه الكلاب لا تأكل إلا اللحوم الطازجة والمسلوقة أيضاً..!!!. بينما هنالك مواطنون سوريون لا يملكون ما يأكلونه أو ليس لديهم مكان يأويهم..”.. وهذا سبب واحد، فيما يبدو، من جملة الأسباب التي جعلت الشعب السوري ينتفض على نظام الأسد..
ويضيف مراسل الموقع أن معظم هؤلاء الأثرياء وبعد قيام الثورة السورية تركوا كل شيء وهربوا الى خارج البلاد ووكلوا نواطير لحراسة تلك الفيلات، وبعد سنتين ونصف سيطرت قوات المعارضة المسلحة على خان الشيح وبدأ النظام كعادته بقصف المنطقة بشكل جنوني، ومع ازدياد وتيرة القصف يوماً بعد يوم باستخدام المدافع والصواريخ والطيران، هرب “النواطير” من تلك المنطقة، والبعض منهم قام بسرقة ما استطاعوا سرقته من تلك القصور والمزارع..ومع استمرار القصف على المنطقة فقد تم تدمير أغلب الفيلات والممتلكاتوتعرضت للنهب والسرقة، ما عدا بعض المزارع التي سيطر عليها من يطلق عليهم الأهالي بـ”الثوار الشرفاء” حيث جعلوها مقرّات لهم وحافظوا على الممتلكات الموجودة فيها حتى اليوم ..
إذا عدنا بالذاكرة إلى ما بعد حرب عام 1973 أو ما أَطلق عليها إعلام النظام ” حرب تشرين التحريرية ” والتي تغنّى بانتصاراتها سنوات طويلة، لوجدنا أن هذه الحرب في الواقع لم تحرر سوى مدينة القنيطرة المهدمة بعد توافقات مبرمجة بين الأسد الأب وإسرائيل عبر الوسيط الأميركي هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت.. أما منطقة الجولان وأراضها الخصبة فقد بقيت منذ ذلك التاريخ وحتى الآن بيد إسرائيل، وبقيت جبهة القتال صامتة عشرات السنين دون أن ينطلق منها رصاصة واحدة..
وما يعنينا هنا هو التحول الجذري في البنية الاجتماعية والاقتصادية التي انتهجتها سياسة الأسد الأب بعد تلك الفترة، فبينما كانت الضائقة الاقتصادية الخانقة تحيط بعامة الناس، لدرجة أن الحصول على علبة سمنة ” أم الكيليين ” يعد إنجازاً هائلاً من قبل المواطن العادي.. بينما في المقابل ظهرت طبقة من الأثرياء، سواء من السياسيين أو الضباط الكبار المتنفذين، والموالين للنظام من التجار والفنانين والممثلين وغيرهم.. هذه الطبقة أخذت تطفو على السطح بشكل ملفت وسريع، وتفرض تأثيرها على الواقع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا..
ومع أن إعلام الأسد كان يتوعد إسرائيل بتحرير الجولان، إلا أن الواقع على الأرض جاء بعكس ذلك.. ففي الثمانينات بدأت حركة عمرانية باذخة تجري على مشارف ” جبهة القتال ” مع إسرائيل، لا سيما في المناطق الواقعة على جانبي الطريق الواصل من دمشق إلى القنيطرة، وتقوم بها تلك الطبقة المتنفذة المذكورة.. وهذه المنشآت أقيم قسم كبير منها في منطقة خان الشيح وما حولها..
أثناء ذلك بدأت تسري عبارات مريرة وتتناقلها الألسنة الهامسة في تلك الأيام، من مثل ” الذي يريد أن يحرر الجولان لا يشيّد على خط الجهة المئات من الفيلات السياحية والقصور الفارهة.. “..
وحول طبيعة هذه القصور والفيلات وما آلت إليه فيما بعد، يشير مراسل مرآة سوريا في الغوطة الغربية إلى منطقة خان الشيح والتي تقع على بعد 25 كم إلى الجنوب الغربي من دمشق.. وحول طبيعة تلك المنشآت العمرانية أفاد مراسلنا أنها قصور وفيلات خاصة بالأثرياء السوريين من أهل دمشق والممثلين والضباط وغيرهم من كبار المتنفذين.. حيث تحتوي على مسابح وغرف بلياردو وصالات رياضية ومسابح شتوية وتماثيل أجنبية مستوردة وأثريات وغير ذلك من الأثاثات الباذخة، وهذا يعني أن ثمن الفيلا، وما يحيط بها من مزارع، قد يصل إلى ملايين الدولارات..
ومن المؤلم والطريف أيضاً أن أصحاب تلك القصور كانوا يتفاخرون باقتناء الكلاب الخاصة والتي استوردوها من بلدان أجنبية متنوعة، بحيث وصل سعر “الكلب” الواحد إلى أكثر من عشرة آلاف دولار، كما أن هذه الكلاب لا تأكل إلا اللحوم الطازجة والمسلوقة أيضاً..!!!. بينما هنالك مواطنون سوريون لا يملكون ما يأكلونه أو ليس لديهم مكان يأويهم..”.. وهذا سبب واحد، فيما يبدو، من جملة الأسباب التي جعلت الشعب السوري ينتفض على نظام الأسد..
ويضيف مراسل الموقع أن معظم هؤلاء الأثرياء وبعد قيام الثورة السورية تركوا كل شيء وهربوا الى خارج البلاد ووكلوا نواطير لحراسة تلك الفيلات، وبعد سنتين ونصف سيطرت قوات المعارضة المسلحة على خان الشيح وبدأ النظام كعادته بقصف المنطقة بشكل جنوني، ومع ازدياد وتيرة القصف يوماً بعد يوم باستخدام المدافع والصواريخ والطيران، هرب “النواطير” من تلك المنطقة، والبعض منهم قام بسرقة ما استطاعوا سرقته من تلك القصور والمزارع..ومع استمرار القصف على المنطقة فقد تم تدمير أغلب الفيلات والممتلكاتوتعرضت للنهب والسرقة، ما عدا بعض المزارع التي سيطر عليها من يطلق عليهم الأهالي بـ”الثوار الشرفاء” حيث جعلوها مقرّات لهم وحافظوا على الممتلكات الموجودة فيها حتى اليوم ..