مرَّ الإعلان الخجول عن “حلّ” الجبهة الشامية إعلامياً مرور الكرام، وفي حين رأى العديد من المراقبين هذا “التفكك” نهاية طبيعية لسلسلة النزاعات التي تطورت في بعض الحالات لـ”احتكاك” مسلح بين مكونات الشامية، فإن موقع مرآة سوريا وقع على مجموعة من الأسباب المختلفة والتي أدت بشكل فعلي إلى “إنهاء” الجبهة.
الجبهة والتي عقد عليها العديد من نشطاء الثورة في حلب آمالاً عريضة عند تشكيلها لإنقاذ المدينة من الحصار الذي تسعى قوات الأسد لفرضه عليها، لم تستطع تحمل الضغوط الكبيرة التي مورست عليها من بعض الدول الداعمة مما أدى إلى هذه النهاية “الحزينة” بحسب تعبير أحد نشطاء حلب.
وبحسب مصدر مسؤول احتل مواقع قيادية في الشامية قبل تفككها، فإن القصة بدأت بعيد تشكيل الجبهة بقليل عندما عمدت الدول الداعمة إلى تخفيف الدعم المالي والعسكري عنها والذي وعدت به عند تشكيلها.
وعن أسباب تخفيف الدعم أجاب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الجبهة الشامية طُلب منها أن تكون طرفاً في اقتتال داخلي مع أحد الفصائل الاسلامية الكبرى في حلب دون أن يسمي المصدر هذا الفصيل.
ويضيف المصدر: بدأت الدول بتقديم حجج وذرائع شتى ..ونحن نعلم الأسباب الحقيقة..ثم بدأت محاولة للالتفاف على مكونات الجبهة وضربها ببعضها البعض عن طريق التواصل مع قيادات التشكيلات المكونة لها وتقديم عروض مغرية مقابل الانجرار وراء قتال “الفتنة” كما وصفه المصدر.
وعن مصير مكونات الجبهة الشامية توقع المصدر أن يعود أحرار الشام لحركتهم الأم وينضم كل من لواء التوحيد ومن تبقى من عاصفة الشمال إلى الجبهة الإسلامية ، كما توقع أن تتوحد كل من حركة نور الدين زنكي ولواء الحرية ولواء الأنصار في تشكيل موحد سيكون له وجه “مختلف” بحسب المصدر، أما كل من كتائب ثوار الشام وتجمع استقم كما أمرت فتوقع المصدر أن تبقى مستقلة
بعملها ضمن حدود إمكانياتها الحالية.
وفي نهاية حديثه زعم المصدر أن الأيام القادمة ستسجل أن عبد العزيز سلامة قائد الجبهة الشامية دفع ثمن عدم انجراره لقتال الفتنة.
وتشير تقديرات متفرقة من حلب أن مجموعة من الاصطفافات والتحالفات الجديدة سيتم نسجها في المرحلة القادمة وأن القوى الدولية تنتظر ما سيسفر عنه الوضع الميداني، خصوصاً في ضوء بعض الانجازات العسكرية للمعارضة المسلحة في المدينة واستماتة النظام للتقدم في الريف الحلبي بالإضافة إلى تقدم تنظيم الدولة من الجهة الشرقية، الأمر الذي يثير فزع العديد من النشطاء حول إمكانية انسحاب النظام ليحل تنظيم الدولة محله في ظل تشرذم قوى المعارضة المسلحة.
يذكر أن الجبهة الشامية كانت عرضة للانتقادات من العديد من الفصائل الإسلامية بسبب تلقيها للدعم الأمريكي، هذا الدعم الذي توقف عندما لم تستطع الجبهة الإيفاء بالمتطلبات الأمريكية كما يرى العديد من المراقبين، كما أن وقت إنهائها قد حان بحسب الداعم الدولي الذي يبدو أنه يهيّئ إعادة رسم خارطة حلب بين نظام الأسد وتنظيم الدولة.