مرآة سوريا ترافق حملة صحة حلب الحرة للقضاء على شلل الأطفال

يظهر الواقع الميداني في المدن و البلدات السورية سواء الخاضعة لسيطرة النظام أو لسيطرة قوات المعارضة ضعفًا ملحوظًا في شؤون المدنيين الصحية.

و لعل لقاحات الأطفال تأتي في المرتبة الاولى على سلّم الاولويات الصحية للمدنيين و خصوصًا في المناطق التي خرجت من سيطرة النظام و انعدم تمثيله الطبي فيها.

و نظرًا لأهمية الأمر، تم إطلاق مشروع “حملات اللقاح ضد مرض شلل الأطفال” الذي يعنى بتقديم اللقاح للأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، و محاولة تأمينها في مناطق النظام رغم الصعوبات و التشديد الكبير الذي يفرضه النظام على أي عمل لا ينبثق من دوائر حكومته.

و منذ بدء هذه الحملة في أيار/مايو 2013 في مدينة دير الزور شرق سوريا وسعت اللجنة المشرفة على الحملة نطاق تغطيتها لتشمل معظم المناطق المحررة في حملتها الأخيرة التي انطلقت منذ أيام، بالإضافة إلى مخيمات اللجوء على الحدود.

و قالت اللجنة إنّ آخر إصابة بمرض شلل الأطفال الذي يسببه فيروس معدي يصيب الجملة العصبية و يلحق أضرارًا بالدماغ قد تؤدي إلى شلل دائم، سجلت بتاريخ 21 كانون الثاني/ 2014، و من بعد هذا التاريخ لم تسجل أية إصابة بهذا المرض في المناطق المحررة.

و تقول اللجنة إنها لا تتبع لأية جهة عسكرية أو سياسية، و هي تمد يد العون للجميع دون استثناء، فقد غطّت في حملاتها الماضية المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل العسكرية المعارضة المختلفة في مدن و بلدات سوريا.

و أطلقت قبل أيام الحملة التاسعة للتلقيح و التي حملت اسم “لننهي شلل الأطفال في سوريا”، بعد سلسلة من الإجراءات و التحضيرات التي بدأت فيها منذ نهاية الحملة الثامنة، و التي استفاد منها نحو 530000 طفلًا.

و أكّدت اللجنة أنها تؤمن اللقاحات من منظمة الصحة العالمية، و قد راقب عمليات التلقيح في المناطق المحررة مندوبون عن الهلال الأحمر القطري، الذين وقفوا على آليات العمل و ظروفه و تقييم نتائجه.

كما قام السيّد “ياسر درويش” مدير صحة حلب في الحكومة المؤقتة بجولة ميدانية على فرق التلقيح الجوّالة في حلب المحررة لمتابعة سير عملهم و الاطلاع على المعوقات و الصعوبات التي تعترض العمل.

و ترافق انطلاق هذه الحملة مع تصعيد غير مسبوق من قبل النظام على أحياء حلب المحررة، الذي كثّف من قصفه عليها بالبراميل المتفجرة و الصواريخ الفراغية، التي أدت إلى مجزرة مروعة بحق الأطفال و الكادر التدريسي في مدرسة سعد الأنصاري بحي المشهد.

و قد توقفت الفرق العاملة في الحملة مدة ساعة من الزمن، بعد إصابة بعض العاملين الملقحين في حي المشهد و حي البياضة بحلب.

و أكّدت اللجنة حرصها على متابعة عملها في جميع المناطق المحررة و المناطق التي تخضع لسيطرة الأكراد أو تلك القريبة من جبهات القتال، “فالشعب السوري يحب الحياة في زمن كان الموت فيه ملازمًا له في كل مكان” كما يردد أعضاء اللجنة و العاملين فيها.

أضف تعليق