في ظل وضع الكهرباء السيء، وانقطاعها بشكل شبه مستمر في المناطق المحررة في محافظة درعا ، قام بعض التجار باستيراد ألواح خاصة بالطاقة الشمسية بمختلف الأحجام والأبعاد.. وهذه الألواح يمكن أن يتم تركيبها ونشرها على أسطح المنازل، وتشغيلها للتخفيف من هذه الأزمة الخانقة، ولتكون في الوقت نفسه مورداً جديداً واقتصادياً وغير مكلف للطاقة الكهربائية، حيث تبلغ تكلفة اللّوح الواحد بأبعاد 100X60 سم، وبطاقة 200 واط، نحو 200 دولار، ويستطيع توليد 14 أمبير في كل ساعة من ساعات الإضاءة النهارية.. علماً بأنه كلما ازداد عدد الألواح زادت سعات التوليد والتخزين، وأن التخزين يتم عبر بطاريات كبيرة، والتي بدورها تستطيع أن تنتج طاقة كهربائية باستطاعة 220 فولت، تماماً كما هو الحال في استطاعة التيار الكهربائي الواصل إلى المنازل..
” أبو حسن ” تاجر يقوم باستيراد ألواح الطّاقة الشّمسية، تحدث ” لمرآة سوريا ” عن فاعلية هذه الألواح ومدى عمرها، فقال: تبقى هذه الألواح مستمرة في توليد الطاقة لمدة تصل إلى عشر سنوات، وسعرها قد يكون في متناول الجميع، حيث أنّ لوح الطاقة الشمسية مع بطارية 100 أمبير، قد يكفي المنزل لقضاء الحاجات اليومية الضّرورية من إنارة وتلفاز وشواحن أجهزة كمبيوتر وموبايل “.
وقد شجّعت هذه البادرة إحدى المنظمات فقامت بتشغيل بئر خاص لجر مياه الشرب على الطاقة الشمسية بالكامل، وبكلفة 300 ألف دولار، حيث كان يحتاج لكل ساعة تشغيل على المولدات التي تعمل على الديزل 70 دولاراً في الساعة.
وفي هذا المجال تحدث المهندس المشرف على تشغيل البئر عن هذه المبادرة، وأخبرنا أنه في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأيام طويلة، فإن هذه الألواح تستطيع أن توفر الطّاقة اللّازمة لتشغيل البئر حالياً، والتخفيف من كلفة التشغيل اليومي على الديزل، بحكم أن البئر يجب أن يعمل بشكل يومي 10 ساعات متواصلة على الأقل، لتأمين احتياجات السكان اليومية من الماء، وهذا يعني توفير مبلغ 700 دولار يومياً، كنا ندفعه لتأمين الطاقة الكهربائية ذاتها عبر تشغيل الديزل..
وهكذا نجد أنه في ظل وضع الكهرباء المزري في الأراضي المحررة، أصبح البحث عن مصادر أخرى أمراً مهماً وضرورياً جداً لتوفير الطّاقة الكهربائية التي تعتبر شريان الحياة الرئيسي واليومي.. وهذا المشروع الذي بدأ تنفيذه في الأراضي المحررة في محافظة درعا يُعد من المشاريع الحيوية الرائدة.