حرص تنظيم الدولة منذ تمدده في سوريا على التحكم بطرق الإمداد بين مختلف المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة المسلحة، وقد خاض التنظيم في سبيل هذه السيطرة معارك شرسة مع مختلف الفصائل الثورية سقط فيها مئات القتلى والجرحى وأدت إلى قطع أوصال المناطق السورية المحررة واشتداد وطأة الحصار عليها وخصوصاً في حمص والغوطة الشرقية.
ونظراً لأهمية طرق الأمداد وكونها عصباً لحياة العديد من المناطق، بدأت منذ أيام عدة فصائل سورية معارضة و هي ( جيش الإسلام – أحرار الشام – جيش أسود الشرقية – تجمع احمد العبدو ) سلسلة معارك أطلقوا عليها اسم “الفتح المبين” مستهدفين عدة مقرات و مواقع و تجمعات تقبع تحت سيطرة تنظيم الدولة في ريف حمص الشرقي و القلمون الشرقي , و تهدف تلك المعارك و حسب تصريحات قادة العملية و مجرياتها الأولية إلى إنهاء وجود تنظيم الدولة في المنطقة و قطع أهم طرق الإمداد و المسير لعناصر التنظيم و آلياته من و إلى الشمال و الجنوب و الشرق من سورية, حيث تعتبر منطقة المعارك من أهم النقاط الجغرافية التي تصل براً بين مدن سورية الشمالية و الشرقية من جهة و المنطقة الوسطى و القلمون السورية و ريفي دمشق و درعا من جهة أخرى .
و بدت الاشتباكات على أشدّها في اليوم الأول للمعارك, حيث شنت تلك الفصائل هجوماً واسعاً على مقرات و نقاط التنظيم في منطقتي العليانية و الهلبة على الحدود الأردنية السورية في بادية تدمر بريف حمص الشرقي و تمكنت تلك الفصائل من اقتحام المنطقتين و قتل و جرح العشرات من عناصر التنظيم بالإضافة لأسر آخرين, و الاستيلاء على أسلحة و ذخائر متنوعة و آليات من تلك المقرات, في حين شن تنظيم الدولة و بذات الوقت هجوماً على أحد حواجز الثوار في منطقة المحسّا بجبال القريتين المجاورة و قتلوا و جرحوا عدداً من عناصر الكتائب و أسروا آخرين .
و تستمر الاشتباكات في تلك المناطق و بشكل متقطع لليوم الخامس على التوالي سعياّ من الفصائل المهاجمة في الاستيلاء على نقاط و مواقع متقدمة و قطع طرق الإمداد و المؤازرات لعناصر التنظيم, و تتزامن تلك المعارك مع شن طيران النظام لطلعات جوية يومية في محيط مناطق المعارك و استهداف منطقة العمليات بغارات جوية و صاروخية .
و تأتي أهمية المعركة و أهدافها و حسب جغرافية و موقع تمركز مقرات و عناصر التنظيم, كونها تصل بين مواقع سيطرة التنظيم بالريف الشرقي لحمص و حماة و صلتها عن طريق بادية تدمر بدير الزور و الرقة شرقاً و القلمون الشرقي و ريف دمشق و غوطتها الشرقية جنوباً, كما تعاني العديد من فصائل المعارضة المتواجدة في المنطقة من تضييق و انتهاكات عناصر تنظيم الدولة بالنظر لتواجدهم في نقاط عبور استراتيجية تعبر من خلالها الكتائب بعتادها و عناصرها الى مدن شرق و جنوب سورية, كما و يعد عناصر التنظيم و مواقعه و دورياته من أهم الأسباب المعيقة لتلك الكتائب و غيرها لشن أي معركة ضد النظام في محيط مطار التيفور العسكري و عدد من المواقع العسكرية على طريق حمص تدمر و عدة مناطق هامة جداً في ريف حماة و حمص الشرقيين.