معاناة اللاجئين السوريين في لبنان مع المياه الملوثة

موضوع مياه الشرب في لبنان ربما يختلف عن الكثير من بلدان العالم، فبالرغم من أن الأنهار والمياه الجوفية متوفرة بكثرة في لبنان إلا أن هذا المرفق الهام غير متوفر إلا بحدوده الدنيا، ولا يستفيد منه إلا شريحة قليلة من اللبنانيين.
هذه الحالة شكلت هاجساً لفقراء اللبنانيين وللاجئين السوريين بشكل خاص. وللحصول على المياه يلجؤون إلى الصهاريج الخاصة التي تقوم بهذه المهمة، وتشكّل ظاهرة ملفتة، حيث تجوب مناطق لبنان جيئة وذهاباً، ولكن بمقابل مادي مرهق، فالعائلة الواحدة تحتاج بشكل متوسط إلى أكثر من خمسين دولاراً في الشهر ثمناً للمياه التي لا تصلح أصلاً للشرب.
وهنا لا بد أن نشير إلى المفارقة التي بيّنها أحد الوزراء اللبنانيين في لقاء إذاعي منذ أكثر من عام، حين ذكر أن قبرص طلبت من لبنان منذ عدة سنوات أن يمدّها عبر قنوات بحرية بمياه أنهار لبنان التي تصب في البحر دون الاستفادة منها..

ولكي نطلع بشكل أكثر تفصيلاً على هذه المعاناة في منطقة عرسال تحديداً قام مراسل موقع مرآة سوريا بجولة فيها…
يذكر المراسل أن المياه قليلة في بلدة عرسال والحصول عليها عبر الآبار الارتوازية يتطلب الحفر إلى عمق 500 إلى 600 متر ،
ويضيف المراسل إن شبكة المياه التابعة للبلدية لا تعمل إلا مرتين في الشهر، ولمدة ساعتين فقط في كل مرة، كما لا تصل إلا إلى عدد قليل من بيوت البلدة.. ومع ذلك فالشوارع تغرق بالمياه لرداءة التمديدات، ولذلك يلجأ السكان من أهل البلدة واللاجئين السوريين مضطرين إلى شراء مياه الصهاريج غير الصالحة للشرب، وهذا ما دفع الأمم المتحدة المشرفة على عدد قليل من المخيمات لتوزيع مادة الكلور على أصحاب الصهاريج المتعاقدة معهم فقط.
ويفيد المراسل، ولعدم تعقيم المياه ولقرب الآبار من الجور الصحية (حفر الصرف الصحي) فإن البئر معرض للتلوث، فبعض الآبار لا يبعد عن الجورة أحياناً سوى 200 متر، وهذا ما يعاني منه اللاجئون السوريون هناك.
والمعلوم أن لتلوث المياه مضار كثيرة، فهو يؤدي إلى التهاب في الكبد وللإصابة بالـ ” الحصى الكلوية أو الرمل “. وهذه الإصابة يعاني منها عدد كبير من اللاجئين السوريين بسبب التلوث، وعدم مقدرة اللاجئ لشراء المياه الصالحة للشرب، والمتوفرة بعبوات بلاستيكية خاصة، فثمن العبوة التي تحتوي على عشرة لترات هو 1500 ليرة لبنانية.
وأثناء الجولة التي قام بها مراسلنا قابل الحاج أبو خالد وهو لاجئ سوري في الستين من عمره، وهو مقيم في عرسال منذ حوالي سنة، وحول إصابته بالرمل قال: عشت طوال عمري ولم أصب في بلدي بمثل هذا المرض ولم أشعر بهذا الألم “. فهو يعاني من انسداد الطرق البولية بسبب الرمل وعدد من الحصى في الكلية.
كما يذكر المراسل أن اللاجئين يعانون من الأمراض الجلدية الكثيرة، ومنها مرض الدمامل الذي أصيب به عدة أطفال من سكان المخيمات، وحين التقى مراسلنا بأم الطفلة آية، عمرها ست سنوات، افادت الأم: لقد ظهرت ثلاث حبات في جسد ابنتي، وكانت تسبب لها آلام شديدة لدرجة أن الطفلة لم تعد تنام ليلاً، وأضافت الأم: أخذتها إلى أكثر من طبيب، وبعد فترة ستة أشهر تبين أنها دمامل، وتم إعطاؤها الدواء المناسب. “..

يذكر أن عرسال شهدت منذ يوم الاثنين الماضي اضطراباً أمنياً، حيث تم اختطاف حسين سيف الدين، من أهالي عرسال أثناء قيامه بتوزيع البن والبهارات في البلدة. والمعلومات الاولية تفيد بأن مجموعات من أهالي عرسال أقامت حواجز داخل البلدة بحثاً عن الخاطفين، وهم كما تذكر الأنباء من مدينة قارة بالقلمون السوري
ويفيد مراسلنا أن إطلاق نار جرى أمس في عرسال إثر محاولة مجموعة من الاهالي تحرير المخطوف.

أضف تعليق