مع تفاقم أزمة الخبز في مدن و بلدات الشمال السوري الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، لجأت اللجان المحلية و الهيئات المدنية في تلك المناطق إلى محاولة إيجاد السبل الكفيلة بحل هذه المشكلة التي أصابت مباشرة لب الحياة اليومية للمدنيين.
“مرآة سوريا” اطلعت على واقع هذه المشكلة في مدينة “سراقب” بريف إدلب، و التي توقفت فيها الأفران عن العمل نتيجة استهدافها من قبل الطيران الحربي بالإضافة إلى صعوبة تأمين مادتي الطحين و المازوت.
و في ظل الحاجة الملحة لهذه المادة، و مع وصول أعداد متزايدة من النازحين إلى المدينة من القرى و البلدات المجاورة قام “المجلس المحلي” في المدينة بإنشاء فرن آلي بهدف سد حاجة الناس من هذه المادة.
و قد أتى إنشاء الفرن كفسحة “فرج” تؤمن حاجة “سراقب” و القرى المحيطة بها من مادة الخبز، فقالت السيدة “أم محمد” زوجة أحد ضحايا القصف على المدينة:” أتقدم بجزيل الشكر للمجلس المحلي الذي أقدم على إنشاء الفرن لتأمين حاجة الناس من الخبز و تخفيف معاناة الأهالي بعد أن توقف فرن المدينة عن العمل نتيجة استهدفاه من قبل الطيران”.
و اعتبرت “أم محمد” أنّ من الأسباب التي ساهمت في تفاقم أزمة الخبز في المدينة و محيطها استغلال بعض التجار لهذه المادة و احتكارهم لها و التحكم بأسعارها، مستغلين حاجة الناس لها باعتبارها من أهم الأساسيات المرتبطة بحياة المواطنين المعيشية، مشيرة إلى أن سعر الربطة الواحدة وصل إلى 250 ليرة سوريّة.
و في تصريح لـ “مرآة سوريا” قال مدير الفرن “عامر البكري”:” إنّ الفرن حاجة أساسية و مطلب الكثير من الأهالي، و كان لا بدّ من إنشائه لتخفيف معاناتهم و منع التجار و الاستغلاليين من احتكار مادة الخبز، و لا سيما بعد النقص الكبير في هذه المادة خلال الشهور القليلة الماضية”.
و بيّن “البكري” أنّ طاقة الفرن الإنتاجية تعادل 9 طن يوميًا، أي أنه ينتج يوميًا نحو 9 آلاف ربطة خبز ذات وزن يبلغ 1 كغ، و تباع بسعر 80 ليرة سورية.
يذكر أنّ هذا الفرن يسد حاجة سكان مدينة “سراقب” البالغ عددهم نحو 35 ألف نسمة موزعين في أحياء المدينة و المزارع المحيطة بها.