منذ يومين قررت الهيئة الطبية في مستشفى عرسال إعادة فتح العيادات، والصيدلة، والضماد، بعد أن توقفت هذه الأقسام عن العمل منذ نحو أسبوع.. واليوم سوف ينطلق العمل من جديد لإعادة الاطمئنان إلى نفوس المرضى واللاجئين في عرسال..
ولتسليط الضوء على الأسباب التي دعت إلى إغلاق هذه الأقسام، ثم إعادة العمل فيها من جديد، فقد توجّه مراسل موقع ” مرآة سوريا ” إلى رئيس الهيئة الدكتور قاسم الزين.. فأفاد أن سبب إعادة العمل في العيادات هو قيام جمعية ” البنيان المرصوص ” بتقديم مبلغ إسعافي قدره ثلاثون ألف دولار لتأمين الدواء اللازم وتقديمه مجاناً للمرضى..”.. ويضف: هذا حل مؤقت، ونحن نطمح ونسعى إلى حلول دائمة.. “..
وعن وضع العاملين في الهيئة، بيّن د. قاسم ” أن الأطباء والعاملين في هذه الهيئة قرروا العمل بشكل شبه مجاني لمساعدة اللاجئين الذين ضاقت بهم الدنيا بسبب إغلاق العيادات..” ثم اضاف: كما اضطررنا إلى وضع رسم مادي بسيط على المرضى لتقليل قيمة التكاليف، لأن مراجعة العيادات في هذه الحالة لن تكون إلا من قبل المرضى، بينما في السابق، حين كانت المراجعة مجانية، كان المريض وغير المريض يقصد العيادات للحصول على الأدوية الضرورية لتكون متوفرة في المنازل واستخدامها عند الضرورة.. “..
ولدى سؤال مراسل الموقع عن توفر الأدوية في المستشفى، أجاب د. قاسم: لقد استطعنا بشكل مستمر تأمين الأدوية الخاصة بالأمراض الدائمة كأدوية الضغط والسكري والقلب، أما أدوية الأمراض غير الدائمة، فقد حاولنا قدر المستطاع تأمين الضروري منها، فليس هناك في الواقع جهات داعمة تقدم لنا مثل هذا الدواء بشكل كامل ومستمر..”..
أما عن قيمة المراجعات التي يدفعها المرضى، فأفاد رئيس الهيئة: القيمة رمزية جداً، مقابل جهد العاملين في الهيئة على الأقل، واللاجئون غير متضايقين من هذا الوضع الجديد، وهذا ما يفعله منذ مدة مشفى الرحمة الموجود في عرسال..”..
ويوضح الدكتور قاسم قائلاً: قمنا بتقسيم العمليات إلى ثلاثة أنواع:
1ـ عمليات صغرى، وتكاليفها بين 5000 إلى 10000 ل.ل
2- عمليات وسطى بين 10000 إلى 20000 ل.ل
3- عمليات كبرى بـ 50000 ل.ل “..
وأضاف: أما بالنسبة للمريض الذي يعاني من الفقر الشديد، فإننا سوف نقوم بعلاجه دون مقابل..”..
وبحسب ما ذكره مراسل الموقع.. فقد لاقى الوضع الجديد في المستشفى قبولاً ورضى من قبل اللاجئين في عرسال، وهذا ما عبرت عنه ” أم معاذ “، وهى حامل، حين قالت: عملت تصوير إيكو ودفعت 5000 ل.ل، وتحليل 3000 ل.ل، ثم قالت: الحمد لله الأسعار مخفّضة.. المهم الأدوية مجاناً..”..
أما عن الأسباب التي دفعت الهيئة الطبية لإغلاق العيادات خلال الأيام الماضية، فذكر د. قاسم: لقد توصلنا إلى هذا القرار المؤلم بسبب توقف التمويل والدعم المادي، وإن الهيئة ناشدت المنظمات والجمعيات الخيرية، دون أن تحصل على أية نتيجة، ولولا الإدارة السليمة لتوقفت الهيئة عن العمل منذ الشهر العاشر من العام الماضي..”..
كما ذكر د. قاسم أن الحكومة المؤقتة وعدتنا بمبلغ /14/ الف دولار منذ آب من السنة الماضية لشراء الدواء الضروري للمرضى، ولكن المبلغ لم يصل.. “.. ثم تابع: كنا نرسل التقارير بشكل مستمر إلى وزير الصحة في الحكومة المؤقتة نشرح له معاناتنا في إغلاق قسم العيادات، ولكننا مع الأسف لم نتلق أي رد لا من الوزير ولا من غيره “..
وحين سأل مراسل الموقع عن الجهة الداعمة، وأسباب توقف الدعم، أجاب د. قاسم: مؤسسة عيد القطرية كانت الداعم الرئيسي، بالإضافة إلى بعض الجمعيات والمؤسسات والناشطين الذين كانوا يسدون النقص في الفترة الأخيرة “.. ولكنه أشار إلى ناحية هامة، وهي أن مؤسسة عيد لم توقف الدعم تماماً، وإنما أصبحت تواجه صعوبة في تحويل الأموال إلى لبنان بسبب العراقيل والإجراءات الضاغطة من الجهات اللبنانية، والحصار المفروض على عرسال، حتى أصبحت هذه البلدة النائية ” منطقة منسية من التاريخ والجغرافيا ” حسب تعبيره.