بشار الأسد يُلقي خطاباً مُقتضباً أمام أبناء قتلى جيشه وميليشياته

في ذكرى السادس من أيار خرج بشار الأسد إلى مناصريه وعلى إعلامه بكلمة مُقتضبة تشبه جميع خطاباته السابقة من حيث توزيع الابتسامات والخروج عن الوقائع والدجل الإعلامي والتصنيف الوطني، ولكن هذه المرّة اختلف الخطاب بشيء وحيد، ولكنه ذو دلالات كبيرة. وهو عدد الكلمات والمدّة الزمنية للخطاب الذي لم يتجاوز عشر دقائق.
الأسد، في خطابه الكوميدي تكلم عن المُعتَقلين الوطنيين على يد الاحتلال العثماني، حسب قوله، والذين تمّ إعدامهم فيما بعد على يد جمال باشا السفّاح، وأطلق على أردوغان لقب السفّاح في اتهام صريح ومباشر لتبرير الهزائم التي مُني بها أخيراً، ولتصوير النصر الذي حققه الثوار ما كان ليتم لولا التدخل التركي على الأرض .
كما تكلم الأسد عن المجزرة التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن ملوّحاً إلى الأقلّيات بالدور التركي في إبادتهم وكسبهم إلى جانبه في حربه على الشعب السوري..
وأضاف الأسد: لكي ننتصر لابد أن نؤمن بالله وبرسالة الشهادة وضرورة الانتصار.. هذه هي الرسالة التي حملها الشهداء، والتي يجب أن يحملها أبناؤهم، في إشارة منه لقتلاه الذين قضوا في المعارك ضد الشعب السوري.
وسار الأسد في خطابه على خطا حسن نصر الله في تبرير الهزائم حين قال: يوجد فرق بين الحرب والمعركة فما يجري على أرض سورية هي حرب مؤلفة من آلاف المعارك هذه المعارك هي معارك كرّ وفرّ.. ربح وخسارة.
وأشار الأسد إلى أنه لا يجب الحكم بالهزيمة عند خسارة معركة من بين هذه المعارك.. وأهم عامل فيها هو الإيمان بالمقاتل الذي يجب أن يقدّم له الشعب لا أن ينتظر منه التقديم.
وتابع الأسد قائلاً: إن الدعاية الإعلامية والممولين لها الذين ظهروا منذ بداية الأزمة انكفأوا إلى جحورهم، ولكنهم اليوم يعودون للظهور من جديد، ويجب أن لا تؤثر فينا أو تزرع فينا اليأس. مشدّداً على مناصريه بضرورة الابتعاد عن هذه الدعايات الكاذبة وعدم تصديقها وأن هذه الدعايات، الغاية منها إحباط الروح المعنوية للحاضنة الشعبية للجيش. وأكد على ضرورة نبذ من وصفهم بأنهم يبثّون روح الإحباط في صفوفهم.
وقال الأسد: هناك فرق بين القلق والخوف والحكمة والجبن ويجب علينا أن نقلق على ما يجري في الوطن ولكن لا يجب أن نخاف، فمن هم على الجبهات يسحقون الإرهابيين حتى الآن وهؤلاء ليسوا جبناء.
وأشار الأسد أنه غير قلق لما يجري الآن وأنه غير خائف من الهزيمة فالمعارك لم تنتهِ بحصار قواته في سجن حلب المركزي الذين تم تحريرهم لاحقاً ولن تنتهِ بحصار قوات أخرى في مشفى جسر الشغور وأن قواته متوجهة لتحريرهم والقضاء على الإرهابيين.
وقال الأسد قبل مغادرته: عندما تقوم مؤسسة خاصة بتكريم أبناء الشهداء فهي تكرم من خلالهم كل عائلات الشهداء والمصابين الذين وصفهم بالشهداء الأحياء.
وقد أوضح محلّلون أن هذا الخطاب يوضح حجم المأزق الذي يعانيه الأسد ومؤشر قوي على الفوّهة التي تتسع بينه وبين مناصريه, كما يعكس حجم الخسارة التي مُني بها والتي هي بالحقيقية خسارة للحاضنة العلوية التي بدأ اليأس والتململ يظهر في أوساط عدّة منها.

أضف تعليق