تشهد مدينة الحسكة و منذ حوالي الأسبوع العديد من المعارك و الاشتباكات بين تنظيم الدولة و جيش النظام من جهة, و تنظيم الدولة و ميليشيات كردية من ضمنها وحدات الحماية الكردية من جهة أخرى, و تتركّز تلك المعارك على أطراف المدينة و عدة مناطق في ريفها و المنتشر في محيطه مجموعات كبيرة تتبع لتنظيم الدولة, حيث يحاول عناصر التنظيم السيطرة الكاملة على العديد من تلك المناطق بهدف محاصرة المدينة و اقتحامها و بالتالي السيطرة عليها.
حيث تعد مدينة الحسكة من أهم مدن شرق سورية و الغنية بالثروة النفطية و آبارها و معامل تكريرها و ضخّها, هذا ما يجعلها مطمع للتنظيم و النظام و الميليشيات الكردية على حد سواء .
و يبقى أهالي المدينة و سكانها من أهم وقود تلك المعارك و ضحاياها, شأنهم شأن العديد من سكان المدن السورية التي تحتوي على مثل تلك الثروات البترولية و الغازيّة .
فعلى صعيد ريف المدينة, فيخوض عناصر تنظيم الدولة معارك و اشتباكات عنيفة في مواجهة الميليشيات الكردية مدعومة بعناصر من البيشمركة و بمساندة خفيّة من جيش النظام السوري من ناحية الغطاء الجوي و القصف و الإسناد المدفعي من بعيد, و بالرغم من كل ذاك التكتل ضد التنظيم و معاركه, إلا أن عناصر التنظيم و بقدرتهم العسكرية الهائلة يتقدموا بشكل ملحوظ في تلك المعارك و يسيطروا و بشكل يومي على مواقع و نقاط جديدة في منطقة المعارك, حيث و حسب ما يرد من وسائل إعلام التنظيم و صفحات تتبع الميليشيات الكردية فالخسائر في صفوف عناصر تلك الميليشيات و من يساندها هائلة و بشكل يومي, بالإضافة لخسائر كبيرة بالأعتدة و الأسلحة و غيرها, كما يسقط أيضاً و بشكل يومي العديد من عناصر التنظيم بين قتلى و جرحى .
أمّا على صعيد المدينة و محيطها القريب, فتشهد اشتباكات يومية بين عناصر التنظيم و قوات النظام مدعومة أيضاً بميليشيات كردية موالية له من جهة و أطراف أخرى منتمية لمجموعات هدفها حماية المدينة و أهلها من بطش التنظيم و سيطرته عليها, و هي تتبع أيضاً و تموّل و تسلّح و تعمل تحت إدارة و تسيير جيش النظام و الميليشيات الكردية نفسها .
و إلى يومنا هذا و حسب نتائج المعارك و الاشتباكات, سيطر التنظيم على أجزاء واسعة من المناطق المحيطة بالمدينة بالإضافة لعدد من الأحياء الواقعة على أطرافها و أوقع عناصر التنظيم العديد من عناصر النظام و تلك الميليشيات بين قتلى و جرحى و أسرى, حيث يشنّ التنظيم عملياته و كعادته بالقوة النارية الهائلة و العربات المفخخة و استخدام المدرعات و الأسلحة الثقيلة, و يتزامن ذلك مع استهداف النظام لعدد من أحياء المدينة بالقصف من الطيران الحربي و الصواريخ و المدافع الثقيلة, نظراً لما يتكبدّه من خسائر في معاركه ضد التنظيم في المدينة و ريفها, حيث سجّلت في الأيام القليلة الماضية عدة مجازر ارتكبها طيران النظام بقصفه لأحياء المدينة .