حزب الله يستعد للمعركة الفاصلة مع قوات المعارضة في جرود القلمون

كشفت صحيفة “المستقبل” اللبنانية اليوم أن ميليشيا “حزب الله” أطلقت ما يسمى بـ “النفير العام” في صفوف مقاتليها، وتعمل على حشدهم خلال الساعات الأخيرة تمهيداً لخوض معركة في منطقة القلمون السورية القريبة من لبنان ضد فصائل المعارضة السورية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية أن الحشد يتضمن الاحتياط من عناصر ميليشيا “حزب الله” في بيروت والبقاع الشمالي.
واعتبرت الصحيفة أن الحزب تمعّن في إغراق الساحة اللبنانية بالدماء السورية متجاهلاً كل النداءات الوطنية الداعية إلى تحييد لبنان وعزله عن أزمات المنطقة. وقالت إنه ” لم يعد من شكّ وطني في كون الحزب، العاجز عن التماهي مع المصلحة اللبنانية العليا لا يملك أن يتخذ قراراً ولا خياراً استراتيجياً خارج منظومة الإيعاز الإيراني، لا سيما فيما يتعلق بالانسحاب من سورية أو بالانتخاب الرئاسي”.
من جهتها ذكرت صحيفة “النهار اللبنانية” أن ميليشيا “حزب الله” أتم استعداداته لمعركة القلمون الفاصلة في الصراع الدائر على الأراضي السورية وصولاً إلى الحدود اللبنانية.
وأضافت الصحيفة أن ميليشيا “حزب الله” أجرت في الفترة السابقة مناورات عدة في السلسلة الشرقية استعداداً لمعركة أعلن موعدها المبدئي الأمين العام “حسن نصر الله” في احتفال “الشهداء القادة” في 16 فبراير/شباط الفائت رابطاً انطلاقها بذوبان الثلج ثم وصف نائبه الشيخ نعيم قاسم بأن “معركة القلمون ستسجل انجازاً جديداً للمقاومة”.
وأفادت مصادر ميدانية لصحفية “النهار” أن تحضيرات الحزب للمعركة “مختلفة عن سابقاتها عدة وعديداً، وأن معركة الزبداني كانت ضرورية للتمهيد لمواجهة القلمون”، مؤكدة أن “الجهد سيتركز في المرحلة الأولى من المعركة على السيطرة على بعض التلال الاستراتيجية، علماً أن الجيش سيطر في الفترة السابقة على بعض المواقع خصوصاً في جرود رأس بعلبك، وأن الحزب يتطلع إلى السيطرة على تلة موسى في هذه الجرود، من دون أن يندمج في جبهة واحدة مع الجيش”.
أما عن التنسيق بين حزب الله والجيش اللبناني، فتوضح المصادر أن “كل طرف سيكون في المناطق التي ينتشر فيها وبالتالي لن تتداخل الجبهات على شاكلة ما حصل في جرود عرسال في آب الفائت، ولكل طرف تقديره لحيثيات المعركة”.
وأكدّت “النهار” أن ميليشيا “حزب الله” لم يعد ينتظر الغطاء اللبناني لهذه المعركة على حد قولها، حتى لو كانت المؤشرات إيجابية لجهة اقتناع خصومه السياسيين بضرورة مواجهة الإرهاب، وهو البند الذي لم يناقشه مع “تيار المستقبل” خلال جلسات الحوار السابقة، وإن كان الأخير يفضل دوماً أن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة.
يذكر أن ميليشيا “حزب الله” يبرر تدخله في سورية لدعم نظام الأسد بحجة مكافحة الإرهاب والدفاع عن لبنان، وذلك بعد أن كان يبرر هذا التدخل بحجة الدفاع عن المراقد الشيعية في سورية.
إلا أن مصادر مطلعة تقول: ليس الأمر بهذه البساطة، فحزب الله غير قادر على طرد المقاتلين السوريين من جرود القلمون، وقد جرب ذلك أكثر من مرة، ولكنه باء بالفشل، بل تكبد في أكثر من معركة محلية، خسائر فادحة..
كما أن الجيش اللبناني، بحسب المصادر، لن يتقدم خطوة واحدة في الأرض السورية، فهو من جهة غير قادر على ذلك، ومن جهة أخرى فإن الساسة اللبنانيين لن يوافقوا على مثل هذا التصرف، فهم يميلون إلى سياسة النأي بالنفس، والابتعاد عن الغوص في الصراع السوري..

أضف تعليق