تناولت معظم وسائل الإعلام العربية والعالمية وحتى الثورية السورية راوية وزارة الدفاع الأمريكية حول عملية إنزال حقل العمر، والتي أعلنت مقتل “أبو سياف” القيادي في تنظيم الدولة في عملية خاصة لقوات كوماندوز أمريكية شرقي سوريا
“أبو سياف” هكذا بدون تعريف سوى على أنه “وزير” للنفط والغاز والمال في تنظيم الدولة وزوجته العراقية التي اتهمت بـ “الاتجار بالبشر” استدعيا مجازفة الولايات المتحدة وبتوجيه من الرئيس أوباما بزجها لقوات برية ضمن عملية إنزال في عقر دار تنظيم الدولة .
وبحسب مصادر الموقع في المنطقة فإن العملية التي استغرقت قرابة ثلاثين دقيقة فقط بدأت بقصف من الطيران الحربي لقوات التحالف لمواقع قريبة من منطقة الإسكان بحقل العمر سبقه تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع ، لتتقدم بعدها ثلاث مروحيات نحو مسرح العمليات وتقوم إحداها بإنزال عدد من الجنود برفقة “كلاب” بوليسية .
ورغم التأكد من حدوث الاشتباكات ووقوع عشرات القتلى في صفوف مقاتلي تنظيم الدولة من بينهم سوري يدعى أبو عبد الرحمن اللاذقاني، فإن أحداً ما حتى الآن لا يعلم حقيقة ماجرى داخل المنطقة السكنية وسط تعتيم كبير من قبل التنظيم. وبغض النظر عن التصريحات الإعلامية الأمريكية حول الحادث، فإن من المرجح أن وراء العملية هدفاً غير معلن في ظل التطورات الميدانية وتطور المواقف الدولية من الأوضاع في سوريا.
وبحسب محللين فإن العملية استهدفت اعتقال أو تصفية شخص بعينه معروف “فيزيائياً” من قبل القوات الأمريكية وهذا مااستدعى استخدام الكلاب البوليسية في عملية إنزال مظلي لتتعرف بدقة على الهدف فتقتله أو تعتقله أو تسترده. ورغم اختلاف الشخصية التي أعلن نظام الأسد قتلها حين تبنى القيام بعملية الإنزال، فإن مجرد الإعلان عن ذلك قبل تبني الادارة الأمريكية يؤكد وجود تنسيق عسكري بين الطرفين رغم نفي الأخيرة لذلك، وفي ظل التمدد الأخير لتنظيم الدولة في مناطق ريف حمص الشرقي واستيلائه على كميات ضخمة من الاسلحة والذخائر بتسهيل واضح من نظام الأسد بحسب العديد من المصادر، ومع اختلاط الأوراق في ظل التقدم الكاسج للثوار في إدلب وحلب وتبدل مواقف السعودية من سوريا واشتداد المعارك في العراق، قد تكون الولايات المتحدة قد دفنت أحد أهم أسرار تعاونها مع تنظيم الدولة لتبدأ بعد ذلك حقبة جديدة في التعامل معه ومع نظام الأسد.