خرجت كوثر محمد كسار منذ ستة أيام لمدرستها في حي سيف الدولة في حلب، وبعد دقائق سقط برميل متفجر على الحي، قتل عشرة أطفال على الفور، وأصيب العشرات، لكن أهل كوثر لم يجدوا أثراً لطفلتهم، لم يجدوا جثتها بين الجثث التي عثر عليها في المكان، ولم يجدوا طفلتهم في المشافي التي أسعف إليها جرحى القصف!
والدة كوثر مستعدة لتقبل أصعب السيناريوهات، فهي تتوقع أن ابنتها قد قتلها القصف، ولكنها بالتأكيد لا تتقبل واقع عدم العثور على الجثة ولا حتى على ملابس الطفلة، أما أقارب الطفلة فلم يتركوا مؤسسة تعنى بهذا الشأن إلا وطرقوا بابها، ولكن للأسف مازال مصير كوثر كمصير مئات السوريين مجهولاً.
يعزو مراسل مرآة سوريا في حلب المشكلة إلى عدم التنسيق بين الجهات المختصة، ففي الأحوال الطبيعية لابد من تسليم الجثث للطبابة الشرعية، ولكن فوضى الحرب تتسبب بعدم تطبيق البروتوكولات التي من شأنها حفظ حقوق المواطنين.
وفي هذا السياق نعرض لكم لقاءاً مع أحد موظفي الطبابة الشرعية ليؤكد على ضرورة تسليم الجثث للطبابة الشرعية حتى يتم توثيقها أصولاً قبل تسليمها لذويها حتى لا تتكرر قصة كوثر.