لقاء الخوجا وحسين.. والتأكيد على رحيل الأسد

تم يوم أمس الاثنين لقاء مشترك في اسطنبول بين رئيس الائتلاف السوري خالد خوجا والمعارض لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة السورية، جرى فيه تداول الأفكار والرؤى بما يتعلق بمستقبل سورية، وقد تم التوافق على رؤية مشتركة للحل السياسي تؤكد على رحيل بشار الاسد كشرط لأي تسوية تجري لحل الأزمة السورية..
وفي بيان رسمي تمت تلاوته في مؤتمر صحافي مشترك أكد الرجلان على أن ” استمرار التعاون والتنسيق بيننا ومع أطراف المعارضة الأخرى هما حجر الزاوية في العمل الوطني لخدمة الثورة وإسقاط النظام، داعين أطراف المعارضة كافة ” للانضمام الينا في هذا الجهد ” بحسب البيان..
كما أكد البيان على أن نظام الأسد جسد الإجرام والخراب طوال أربع سنوات واستدعى التطرف والإرهاب، وأسس لعدم الاستقرار والفوضى في سورية.. ولذلك كانت الرؤية المشتركة بين الطرفين على أن لا حل سياسياً ينقذ سوريا مما هي فيه إلا برحيل الأسد وزمرته، وأن لا يكون له أي دور في مستقبل سوريا “.
واعتبر البيان أن ” تأسيس جيش وطني للثورة السورية أصبح أمراً ملحاً لمواجهة استحقاقات المستقبل بعد أن تهتك جيش النظام وبانت بداية نهايته، وأن الانتصار الحقيقي للثورة سيتوج بولادة جيش سورية الجديدة الذي يتولى الدفاع عن الوطن والشعب وحماية السيادة والاستقلال، وتوفير الأمن والاستقرار لجميع المواطنين في جميع المناطق.. وتأتي خطوات التوحيد بين فصائل الثورة المقاتلة على الأرض لتكون اللبنة الأولى في بناء هذا الجيش، حيث يكون الثوار وضباط الجيش الحر والسوريون الأحرار في كل مكان عموده الفقري”.
وفي هذا الصدد أوضح خوجا رداً على أسئلة الصحافيين أن ” هناك ضباطاً منشقين على الجبهات وآخرين في المخيمات يمكن الاستفادة من خبراتهم، بالإضافة الى عشرين الف عنصر أمن انشقوا عن النظام..”.
ورداً على سؤال عن موقع الكتائب الاسلامية في هذا الجيش، قال الخوجا إن ” التيار الذي سيبني سوريا المستقبل هو تيار وطني، وإن هناك جهوداً بدأت مع مختلف القوى الثورية لنلتقي على أرضية واحدة “.

أما حكاية إزاحة علم الثورة أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمع خالد خوجا ولؤي حسين، والذي أثار لغطاً إعلامياً، فقد ذكرت ” السلطة الرابعة ” نقلاً عن مصدر مقرب وشاهد عيان كان حاضراً على الحوار الذي حصل قبل المؤتمر، حيث ذكر أن لؤي حسين طلب أن لا يظهر علم الثورة خلفه، لأن ” تيار بناء الدولة السورية ” الذي يرأسه مازال يرفع علم سوريا الأحمر.. وأوضح أن العلم الاحمر هو علم سوريا، وليس علم النظام، وأنه لا مشكلة لديه أيضاً بعلم الثورة.. واعتبر أن كلمته موجهة لكل السوريين دون استثناء؛ ثوار ورماديين وموالين.. من هنا لم يمانع السيد خالد الخوجة من هذا الاجراء لجمع كلمة المعارضة السورية، والوصول الى تفاهم مشترك يفضي إلى إسقاط الاسد..

إلا أن عدداً من الأقلام الرافضة لهذا الإجراء، كتبت تستنكر إهانة علم الثورة، فقد علق الكاتب حكم البابا يقول: من العار أن يتيح ائتلاف المعارضة منبره بحضور رئيسه خالد خوجة لعنصر الأمن الصغير لؤي حسين لشتم الثوار الذين لم يكن ليتحقق أي نصر بدونهم، ولم يكن لخالد خوجة وائتلافه أن يكون لهم صوت بدون انتصاراتهم.. ” وأضاف حكم البابا: قبل قيامكم بهذه الخطوة الغبية، كان عليكم أن تسألوا لؤي حسين وتياره على كم شخص يمون!؟ “.
وكتب د. نجيب الحوراني: جميل أن نرى خالد خوجا رئيس الائتلاف جنباً إلى جنب مع أحد المنشقين حديثاً على نظام الأسد، السيد لؤي حسين، لكن الحذر مطلوب جداً يا أخ خوجا، نظام المخابرات الطائفي في دمشق استطاع أن يخترق أعتى التنظيمات الجهادية من قبل، فاحذروا المنشقين الجدد الذين يتقربون منكم، لا بأس أن تستوعبوهم إذا كانوا معارضين حقيقيين، وكلنا أمل أنهم حقيقيون، لكن تذكروا المعارضين والمعارضات الذين انضموا إلى المعارضة في السابق، ثم عادوا الى حضن بشار بعد ان انتهت مهمتهم في الخارج “.
وعلقت إحدى القنوات قائلة: رئيسُ الائتلاف خالد الخوجة يهينُ علمَ الثورة من أجل حساسيةِ لؤي حسين المفرطة تجاهَ العلم ومن يحملُه ” ثم تُوجه الخطاب إلى الخوجا مستنكرة: بأي حق تساوم يا سيد خالد على مبادئ تسعة ملايين سوري رفعوا علمَهم في الساحات تحت الرصاص !!؟..” وتضيف “.. ما فعلته اليوم تنازلٌ رخيص بين من لا يملك لمن لا يستحق “..

يذكر أن لؤي حسين تمكن قبل نحو أسبوعين من مغادرة بلاده الى إسبانيا عن طريق تركيا رغم حظر السفر المفروض عليه من دمشق، حيث كان يحاكم طليقاً على خلفية تصريحات مناهضة للنظام أدلى بها في وقت سابق، علماً بأن حسين يرأس تيار ” بناء الدولة السورية ” الذى كان جزءاً من معارضة الداخل المقبولة من النظام، لكن حسين بعد وصوله الى مدريد صرح لوكالة فرانس برس بأن النظام تحول الى ميليشا، وأصبح كائناً غير قادر على الدخول في أية عملية سياسية، ولم يعد بالإمكان التفاهم معه “.

أضف تعليق