لماذا يستميت النظام في الوصول إلى مشفى جسر الشغور، و هل المعارضة جدية في التعامل معه؟

بعد أن حرر جيش الفتح مدينة جسر الشغور، بقي المستشفى عصياً على التحرير بالرغم من محاصرته منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وبالرغم من اقتحامه بعملية تفجيرية كبيرة أدت إلى انهيار جانب منه..
قيل عن المحاصرين فيه الكثير من الأقاويل، منهم عدد كبير من الضباط والسياسيين القياديين الكبار، ومعهم نخبة من المقاتلين العلويين.. وقد رجح ذلك أحد قياديي جيش الفتح، بدليل أن قيادات مدينة إدلب السياسية والعسكرية انتقلت إلى جسر الشغور بعد تحرير المدينة، وأنهم لم يظهروا منذ ذلك الحين، وهو ما دفع بالكثيرين إلى ترجيح وجودهم في المستشفى المحاصر”.
والاحتمال الثاني، بالإضافة إلى الأول، هو أن النظام يخفي مواد كيماوية داخل المستشفى.. وهذا ما يراه القائد المذكور في جيش الفتح حين يقول: اعتدنا أن يتخلى النظام عن عناصره عند الهزيمة، ولكن إصراره على فك الحصار عن المستشفى بكل الطرق، يرجِّح نظرية وجود سلاح كيميائي أو شيء من هذا القبيل، لذلك يحاول النظام منع الثوار من الوصول إليه وكشفه “..
وحول الأنباء التي تلمح إلى أن النظام عرض تسليم أريحا وباقي معسكراته في إدلب للثوار مقابل فك الحصار عن المستشفى يجيب المتحدث ” هذا يؤكد وجود أشخاص أو مواد ستزلزل النظام في حال وقوعها بأيدي الثوار وعرضها على وسائل الإعلام “.

وما يعزز هذه الأقاويل استماتة العناصر المحاصرة في مواجهة الثوار وإصرارهم على عدم الاستسلام، رغم الحصار وضعف فرص الخروج بأمان.. كما أن قوات النظام حرصت على القيام بعمليات عسكرية كبيرة لفك الحصار عن المستشفى وتحرير المحاصرين فيه.. حتى أن رأس النظام تعهد بخطاب أمام أنصاره بإنقاذ المحاصرين وإعادة جسر الشغور إلى ” حضن الوطن “..
وعلى إثر ذلك جرت محاولات عديدة من قبل قوات النظام عبر إرسال قوات كبيرة لهذا الغرض، من بينها قوات خاصة مدرعة.. وقد استطاعت هذه القوات في البداية، التقدم إلى بعض المواقع القريبة من المستشفى، ولكنها بعد معارك حامية مع الثوار، أصيبت تلك القوات بخيبات أمل كبيرة رافقها خسائر كبية وتراجع عن المواقع التي اكتسبتها، نتيجة إصرار ثوار جيش الفتح بمنع فتح أي ثغرة تؤدي إلى فك الحصار عن المستشفى بمن فيه..
ويقول مطلعون إن المستشفى بات يبعد أكثر من سبعة كيلومترات عن أقرب قرية يسيطر عليها النظام، بعد سيطرة الثوار على قرية اشتبرق الموالية وحاجز الكمب وحاجز قرية السرمانية جنوب جسر الشغور، وهذا ما يجعل فك الحصار عنه أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً..
ويذكر أحد الناشطين المطلعين أن محاولات النظام لاستعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور والمستشفى الوطني فيها، كبدته خسائر فادحة، فعدد القتلى الذين تم إحصاؤهم أكثر من 400 من عناصر النظام وتدمير 17 مدرعة، عدا عن مئات الجرحى..

ولكن السؤال الذي فرضه تباطؤ الأحداث حول المستشفى، يدور حول عدم جدية الثوار من اقتحام المستشفى وتحريره.. ولكن القائد الميداني في جيش الفتح يؤكد على الجدية التامة في تحرير المستشفى، وقد تم تنفيذ عدة اقتحامات وتفجير عدة مفخخات فيه، وقد سيطر الثوار على الطابق العلوي منه “. ويُعيد السبب في عدم قدرة الثوار حتى الآن لاختراق الطوابق السفلية إلى التحصينات الكبيرة التي تتمتع بها، مع ما يمتلكه المحاصرون من أسلحة متطورة وذخيرة كافية، إضافة إلى استهداف طائرات النظام لمحيط المستشفى ومواقع الثوار القريبة بمئات الصواريخ والبراميل المتفجرة، وبشكل متواصل..

ويرى مراقبون أن المستشفى سيظل محاصراً من قبل الثوار، ولن يكون لقوات النظام القدرة عاجلاً أو آجلاً على فك الحصار وإنقاذ من فيه، وهو سيسقط حتماً إما باقتحامه والنجاح في اختراق التحصينات السفلية أو باستسلام المحاصرين فيه، بعد أن يدركوا أن لا مفر من ذلك..

أضف تعليق